للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأَرسل اللنك إلى بغداد عسكرا ثم تبعهم وحاصرها ثم أَخذها عنوةً ووضع السيفَ فيها وذلك في شوّال سنة ثلاثٍ بعد رحيله من الشام، ويقال إنه قتل من أَهلها نحو مائتين وخمسين ألف نفس وبنى بِرءوسهم مساطب، وفارقها وهي خراب.

ولمّا بعُد اللنك رجع أَحمد إلى بغداد فأَقام بها قليلا، فثار عليه ولده طاهر بن أَحمد، ففرّ منه وأَتى إلى قرا يوسف فسار معه وقاتلا طاهرًا بالحلة فانهزم وغرق، ودخل أَحمد بغداد، ثم غدر أَحمد بجماعة كانوا عنده من جهة قرا يوسف عُدّتُهم خمسون نفسَا من أَعيان دولته، فغضب قرا يوسف وسار لمحاربة أَحمد فهرب ثم اختفى في بئر ببغداد، فأَمر يوسف بطمّ البئر فطُمَّت فما شكوّا في هلاكه، فاتفق أنه كان بها فرجة فخرج منها ومضى إلى تكريت ثم إلى حلب.

وملك قرا يوسف بغداد فأَرسل اللنك ابن ابنه مرزا أَبا بكر بن مرزا شاه بن اللنك ففرّ قرا يوسف فنهبه الأعراب بالرحبة، فقدم دمشق فأَكرمه نائبها شيخ، ثم قدم قرا يوسف في رجب سنة سبعٍ ووافقه على سيره إلى مصر صحبة يشبك، حتى كانت وقعة السعيدية ورجع الجميع منهزمين، فأَفْرج شيخ عن أَحمد في شوال فتوجّه إلى بغداد في سادس عشر ذي الحجة فملكها، وتوجّه قرا يوسف إلى الموصل وكتب إلى أَحمد فاجتمعا ونازلوا مرزا أَبا بكر بالسلطانية فقُتل في آخر سنةِ ثمانٍ ومَلَك قرا يوسف تبريز، ورجع أَحمد إلى بغداد فاستأْذنه قرا يوسف فيمن يقيمه في السلطنة فأَذن له في إقامة ولده يرن (١) ففعل وذلك في سنة إحدى عشرة، فقدم ميرزاشاه في طلب ثأْر ولده فوافقه قرا يوسف فقُتل، وغنم قرا يوسف جميع ما كان معه وهو شيء كثير فتقوّى به.

واتفق في غضون ذلك أن أَحمد - لِمَا تغلَّب على طباعه من الغدر - مضى إلى تبريز فملكها ونهب جميع ما وجده لقرا يوسف وولده، فرجع إليه وقاتله فانهزم منه وذلك في


(١) بلا تنقيط في جميع النسخ.