للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ربيع الآخر سنة ثلاث عشرة، ولم يزل قرا يوسف (١) يتطلبّه إلى أن ظافر به فأَكرمه ثم سجنه ثم دسّ عليه مَن خنقه فمات في آخر يوم من ربيع الآخر، واستقرت قدم قرا يوسف في بغداد وتبريز، وكان منه ما ذكر في ترجمته.

وكان أَحمد سفاكًا للدماء، متجاهرًا بالقبائح، وله مشاركةٌ في عدة علومٍ كالنجوم والموسيقى، وله شعر كثير بالعربية وغيرها (٢)، وكتب الخط المنسوب، وكانت له شجاعة ودهاءٌ وحيلٌ ومحبة في أَهل العلم.

٣ - أَحمد بن الشهيد، كان أَولًا يتعانى صناعة الفراء ثم اشتغل قليلًا وباشر في ديوان السلطان ثم ولي الوزارة، ثم وقعت فتنة اللنك وهو وزير فاستصحبه معه إلى بلاده، ثم خلص منهم بعد الستين ورجع إلى دمشق فباشر نظر الجيش وغيره في شعبان.

٤ - أَحمد بن علي بن خلف الطنتدائي نزيل القاهرة، يُعرف بالحسيني لأَنه كان ينزل الحسينية، وقد لازم شيخنا سراج الدين (٣) وعلق من فتاويه قدْر مجلد، وكتب خطا حسنًا ومهر في قراءة الحديث والعربية، وشارك في الفنون، وسمع معنا قليلًا. مات في جمادى الآخرة.

٥ - أَحمد بن علي بن يوسف المحلِّي المعروف بالطَّرّيني الملقَّب بمشمش، سمع الكثير بقراءَة شيخنا العراقي من العرضي ومظفر الدين العسقلاني وغيرهما وحدّث باليسير وأَجاز لي (٤)، وكان شاهدًا في شئون المفرد ومباشرًا في بعض المدارس، وكان ساكنًا خيّرًا، مات في جمادى الأُولى.


(١) في جميع النسخ "أَحمد" وقد لاحظ الخطأ ناسخ ك فقال في الهامش: "لعله قرا يوسف".
(٢) أشار أَبو المحاسن في المنهل الصافي ١/ ٢٤٠ إلى أنه كان يقول باللغات الثلاث: الأعجمية والتركية والعربية، ثم أورد له بيتين من شعره بالعربية.
(٣) أضاف السخاوي: الضوء اللامع ٢/ ٥٥ أنه تزوج ابنة الشمس البوصيري "واستولدها وناهيك بهذا جلالة للمترجم".
(٤) حضر ابن حجر عليه دروسه بالقبة البيبرسية سنة ٨٠٨ هـ، انظر الضوء اللامع ٢/ ١٢٧.