للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٦ - أَحمد بن محمد بن أَحمد بن محمد بن عمر بن رضوان الحريري، شهاب الدين الدمشقي المعروف بالسَّلَاوي، وُلد سنة ثمانٍ وثلاثين أَو نحوها، وكان أَبوه يتعانى التجارة في الحرير، وتزوّج امرأَةً من ذرية الشيخ محمد بن عمر السلاوي (١) فوُلد له أَحمد، ومات عن قريب فتربّى يتيمًا، ثم اشتغل وتفقَّه على علاءِ الدين بن حجي والتقيّ الفارقي، وسمع الحديث بنفسه فأَخذ عن جدّه محمد بن عمر السلاوي وتقي الدين بن رافع وابن كثير، ثم أَخذ في قراءَة المواعيد، وقرأَ "الصحيح" مرارًا على عدّة مشايخ وعلى العامة. وكان صوته حسنًا وقراءتُه جيدة. وولي قضاءَ بعلبك سنة ثمانين، ودرّس وأَفتى؛ ثم ولي قضاءَ المدينة بعد سنة تسعين، ثم تنقَّل في ولاية القضاء بصفد وغيره والقدس وغيرها، وكان كثير العيال.

وقد سمعتُ بقراءته "صحيح البخاري" - إلَّا ما فاتني منه - بمكة المشرّفة على العفيف النشاوري سنة ٨٥، واجتمعْتُ به بعد ذلك وكانت بيننا مودّة. ومات في صفر؛ وهو آخر من بقي من فقهاء الشافعية وأَكبرهم سنًا، وذكر ابن حجّي أَنه قرأَ على الحافظ ابن رافع وابن كثير.

٧ - أَحمد (٢) بن محمد الدّهّان، رئيسُ المؤذّنين بالجامع الأَموي، كان شجيّ الصوت عارفًا بالميقات، وقد عمّر حتى صار أَقدم المؤذنين عهدا وأَعرفهم وأَشجاهم صوتًا، عاش أَربعًا وثمانين سنة، وقد دخل بلاد العجم تاجرًا وأَقام هناك مدة، وكان عنده خبرة بالأُمور ومات في ذي القعدة.

٨ - أَبو بكر بن محمد بن بديع (٣) الدمشقي الصالحي، وُلد في المحرّم سنة أَربع وخمسين واشتغل قليلًا، وكان خيّرًا يقرأ في المصحف بعد الصلاة بجامع دمشق وعلى قراءَة (٤) أَنس، وكان يُحيى في رمضان بجامع الحنابلة فيُقصد لسماع قراءته لطيبها. مات في المحرّم عن تسع وخمسين سنة.


(١) راجع ترجمته في الدرر الكامنة ٤/ ٤١٨٨ حيث ذكر أنه ولد سنة ٦٥٩، ومات سنة ٧٤٩، وأنه سمع على أحمد بن عبد الدايم وعلى أبي اليسر وغيرهما.
(٢) هذه الترجمة واردة بالنص في الضوء اللامع ٢/ ٦١١.
(٣) "سبيع" في ز، و "سبع" في هـ، و "تبع" في ك، والضوء اللامع ١١/ ٢٠١.
(٤) في هـ "قراءته".