خليل بن عبد الله الأذرعي المعروف بالقابوني، كان صالحاً مباركاً منقطعاً عن الناس مثابراً على العبادة قليل الكلام كثير الحج مع فقره، وكان الناس يأتمنونه على الصدقات التي يريدون إرسالها إلى مكة، وكان أهل مكة يستبشرون به إذا حج لكثرة إحسانه م، وكان للشاميين فيه اعتقاد زائد، مات في صفر بالطاعون وله ثلاث وستون سنة، وحضر الناس جنازته حتى النائب، وقد نسخ الكثير للناس وخطه حسن.
عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أبي الوفاء الشاذلي أبو الفضل ابن الشيخ شهاب الدين، اشتغل في صباه قليلاً، وتعانى النظم فقال الشعر الفائق، وكان ذكياً حسن الأخلاق لطيف الطباع، غرق في بحر النيل هو ومحمد بن عبيد اليشكالشي وعبد الله بن أحمد بن محمد التنيسي جمال الدين قاضي المالكية وابن قاضيهم، ومن نظمه أراه في مرثية محبوب له:
مضت قامة كانت أليفة مضجعي ... فلله ألحاظ لها ومراشف
ولله أصداغ حكين عقاربا ... فهن على الحكم المضي سوالف
وما كنت أخشى أمس إلا من الجفا ... وإني على ذاك الجفا اليوم آسف
رعى الله أياماً وناسا عهدتهم ... جياداً ولكن الليالي صيارف