للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٩ - خليل بن محمد الجندي الصوفيّ بالخاتونية (١)، جمع السبع على شرف الدين خادم السميساطية وأَقرأَ. مات في صفر (٢).

١٠ - شاهين الشجاعي (٣) دويدار شيخ، كان من خيار الأُمراء وكان شجاعًا مقدامًا مات في شعبان بالصالحية التي بقرب مصر.

١١ - عبد الرحمن بن محمد بن عبد الناصر بن تاج الرياسة المحليّ (٤) الزبيري، القاضي تقي الدين، ولد في سنة بضع وثلاثين، ثم قرأْتُ بخطِّ مَن أَثق به عنه أَن مولده سنة أَربعٍ وثلاثين، واشتغل قديما ووقَّع على القضاة، وصاهر القاضي موفق الدين الحنبلي على ابنته، وكان قد سمع بن أَبي الفتح المينوى وحدّث عنه، ثم ناب في الحكم مدة طويلة من زمن القاضي عزّ الدين بن جماعة، وكانت معه عدّة جهاتٍ من الضواحي ينوب فيها، وقرّره الملك الظاهر في القضاءِ سنة تسع وتسعين في جمادى الأولى مباشر إلى أَثناء رجب سنة إحدى وثمانمائة، فصُرف ثم أُعيد المناوي، واستمرّ (٥) بطالًا خاملًا إلى أَن مات، وكان الناصر قد عُيِّن عنده للقضاء عند القبض على جمال الدين ثم لم يتم ذلك.

وكان عارفًا بالشروط والوثائق، وباشر القضاءَ مباشرة حسنة لم يذمّه فيها أَحد، وكان مطرحا للتكلف بعد عزله يمشي في الطريق وحده، وفوّض له القاضي جلال الدين تدريس الناصرية والصالحية فباشرهما، وكتب قطعة على "التنبيه" (٦) ومات في أَول شهر رمضان.


(١) لعل المقصود بذلك التربة الخاتونية التي أنشأتها الخاتون عصمة الدين بنت معين الدين أثر، انظر النعيمي: الدارس في تاريخ المدارس ٢/ ٢٤٤.
(٢) نقل السخاوي: الضوء اللامع ٣/ ٧٦٩ هذه الترجمة حرفيا.
(٣) هناك اثنان آخران باسم "شاهين الشجاعي" وقد ترجم لهما السخاوي في الضوء اللامع ٣/ ١٣٣٥، ٣/ ١١٣٦، أما الذي أورده ابن حجر في المتن فيعرف في الواقع باسم "شاهين الدوادار الشيخي"، انظر ما سبق، ص ٤٥٤ ص ١١، وراجع أيضا الضوء اللامع ٣/ ١١٢٦.
(٤) كان من أكابر أهل المحلة وهو منسوب إلى الزبيرية إحدى قراها، انظر الضوء اللامع ٤/ ٣٦٢، وابن حجر: رفع الإصر ص ٣٣٦ - ٣٣٨، هذا وقد جاء في القاموس الجغرافي ج ١ ص ٦٥، ق ٢ ج ٢ ص ١٣٢ أنها من أعمال جزيرة بني نصر كما أشار إلى ذلك ابن مماتي في قوانين الدواوين، وذكر المرحوم محمد رمزي في قاموسه أنه ظهر له أن مكان "الزبيرية" زال تدريجيا بسبب أكل البحر والنيل لعدم وجود رصيف من الحجر لوقايتها، وذكر أنه يوجد من بقايا قرية الزبيرية "بناء حجري قديم واقع في قاع البحر. . . يقول العامة إنه قبر الزبير بن العوام"، وهو خطأ، والصواب أنه كان في الأصل حوض ميضأة طغى عليه الماء فبدا كالقبر.
(٥) يعني بذلك تقي الدين الزبيري صاحب الترجمة.
(٦) في هامش ز "وعمل تاريخًا حسنًا ونقل المصنف عنه كثيرًا"، وفي هامش هـ نفس العبارة مع إسقاط كلمة "حسنًا".