للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان وصول السلطان شَقْحب في آخر جمادى الأُولى، فقام عليهم عسكر نائب حلب مع نائب القلعة شاهين الأَرغون شاوى ورمى عليه وفاجأَه بمن معه مفاجأَة منعته من الكيس، فخرج من دار السعادة حاسرا حافيا وتفرق جمعه، فتوجه بمن تبعه إلى حلب فلم يُمَكّنوه من دخولها فاستمر ذاهبا فاختُلِف في أَمره، وكان معه كمشبغا الجمالي أميرًا كبيرًا كان بحلب، فانقطع ذكرهما، وقرر المظفر في نيابة حلب إينال الجكمي وآق بلاط الدمرداشي في إمرة كمشبغا، وأَحمد بن سيدى حاجب الحجاب، وبردبك نائب سيس أَمير عشرة؛ ودخل إينال الجكمي نائب حلب إليها في رابع رجب.

وفيها طلب السلطان الظاهر أركماس الجلبانى وأَمره بالوصول معه (١) إلى الشام ليسافر معه إلى القدس، فاستشعر الشر فتسحّب وخرج من طرابلس بمن معه قاصدا إلى حلب، فلما وصل إلى صهيون ركب عليه جماعةٌ من التركمان والفلاحين فأَخذوا عليه المضايق ونهبوا أَثقاله، وفر هو ونفر قليل إلى ناحية الشعر من عمل حلب فلما وصل إلى دمرداش أمسك، وبعث نائب حلب سيفه إلى السلطان واعتقله، واستقر في نيابة حماة جَرْقُطلى، وتوجه نائب حماه وهو تانى بك البجاسي إلى طرابلس.

وفى رجب وصل إلى المظفر ومدبر دولته ططر رسول شاه رخ بن اللنك يخبر عنه بأَنه نازل تبريز وبها إسكندر بن قرا يوسف فهزمه وملكها شاه رخ، ووصل ولد قرايلك من أَبيه مهنئا للظاهر بالسلطنة فخُلع عليه وكتب إلى والده بالرضى وتقريره في البلاد.

ووصل رسول صاحب الحصن مهنئا بالسلطنة فأَكرمه.

* * *

وفى النصف من شوال استقر الشيخ ولى الدين بن شيخنا الحافظ زين الدين العراقي في قضاء القضاة الشافعية عوضا عن البلقيني بحكم وفاته.

وفى ذي القعدة استقر زين الدين عبد الباسط بن خليل ناظر الخزانة في نظر الجيش وعُزل كمال الدين بن البارزي، فكانت مدة ولايته سنةً ما بين كتابة سر ونظر جيش،


(١) "معه" ساقطة من هـ.