ولزم بيته بطالا، وقُرّرَ لهُ في الجوالى كل يوم دينار، وانتزع شرف الدين بن نصر الله من عبد الباسط نظر الخزانة ونظر المستأْجرات السلطانية بالشام وغير ذلك مما كان يباشره، ومن ذلك نظر الكسوة.
* * *
وفي هذه السنة حججْت - بعد أن توجه الحجاج بعشرة أَيام على رواحل - فوصلت إليهم بالقرب من الحوراء ورافقتهم إلى مكة ثم عدت صحبتهم، وكانت الوقفة يوم الجمعة بعد تنازع بمكة، مع أَن العيد كان بالقاهرة يوم الجمعة.
وفيها رجع شاه رخ إلى بلاده لما بلغه أن ولده خرج عليه فكرَّ راجعا وترك تبريز فرجع إليها إسكندر بن قرا يوسف.
واستمر الظاهر ططر موعوكا ينصل تارة ويشتد به المرض أُخرى، وصار يحضر الموكبَ داخل القاعة البيسرية عجزا عن الركوب، وتمادى به ذلك إلى أَن اشتد به المرض في ذي الحجة فأَوصى وعهد بالملك لولده، وقرر الدويدار الكبير برسباي أتابك العساكر، ومات الظاهر في يوم الأَحد خامس ذى الحجة فكانت سلطنته خمسة وتسعين يوما.
* * *
واستقر في السلطنة بعده ولده الملك الصالح محمد وهو ابن تسع سنين، واستقر الدويدار الكبير برسباى في تربيته، وسَكَنَ الأَشرفية التى كان يسكنها ططر قبل السلطنة، واستقر جانبك الصوفي في أَتابكية العساكر.
فلما كان يوم الجمعة بعد صلاة العيد تحيَّل بعض المماليك على جانبك فأَمسكوه وكان قد ركب بالرميلة فرموا عليه بالسهام، فخرج جانى بك من باب الإِسطبل وخرج برسباي من باب السر، ووقع القتال بينهم فأُمْسِك وأُمْسِك يشبك أَمير آخور وأُرسلا إلى الإسكندرية في حادى عشرى ذى الحجة، واستقر طرباى أَتابك العساكر، واستقر