للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

برسباى نظامَ الملك، وسودون من عبد الرحمن دويدارا كبيرا، وكان جانبك قد أَغلظ على المباشرين بديوان (١) السلطان، ففرحوا بالقبض عليه.

وكان ابن نصر الله استعفى من الأُستادارية فأُعفى، واستقر أَرغون شاه وبسط يده بالظلم فكفَّهُ برسباى واتفقوا على أَن ينفقوا نفقة البيعة لكل شخصٍ خمسون دينارا، ثم تأَخر ذلك.

* * *

وفيها انقرض ملك بني مرين من فاس بقتل صاحبها أبي سعيد وعثمان بن أحمد بن إبراهيم بن على بن عثمان بن يعقوب بن عبد الحق المريني، قتله مدبر مملكته عبد العزيز الكناني وقتل إخوته وأَولاده وأَكابر البلد وأَبطالها وشيوخها وكانت فتنةً كبيرة. وأَقام محمد بن أَبي سعيد في المملكة، واستبد هو بتدبير الأُمور ولم ينتظم من يومئذ لبنى مرين أَمر؛ فسبحان من لا يزول ملكه.

* * *

وفيها لما رجع السلطان من الشام لاقاه الهروى فشكى إليه من حسن ناظر القدس وطلب أَن يعاد إليه ما أَخذه منه من المال وأَن يعاد إِليه نظر القدس فأَمر بإعادة المال وهو ثلاثة آلاف دينار ولم يجبه إلى تولية النظر بل رتب له على الجوالى في كل يوم دينارا.

وفيها هم تغري بردي بن قصروه بالعصيان وأَحضر كزل المؤيدي الذي كان هاربا من المؤيد ببلاد الروم وجمع الأُمراء بدار العدل بحلب وأَمسك جماعة منهم وجاهر بالعصيان، فبلغ الظاهرَ ذلك فاستناب تانى بك البجاسى نائب طرابلس فوصل إلى حلب وصحبته العساكرَ، وكان آق بلاط الدمرداش - الذي استقر أَميرا كبيرا بحلب - قد فر من تغري بردي لما أَحس بقبض الأُمراء فاستمر في فراره إلى حماة ودخل تانى بك حلب وفر تغرى بردى منها، وكتب الظاهر إلى عسكر الشام وغيرها بالتوجه إلى حلب للقبض على تغرى بردى


(١) في هـ: "بدواوين".