للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مقبلٌ دويدارُ نائبِ الشام يخبر بوصول جقمق وطوغان من قلعة صرخد، فسُرَّ بذلك ودَخل دمشق يوم السبت رابع (١) عشرى شعبان وأَحضر الأَميرين فقبّلا الأَرض، فأَمر بتوجه طوغان إلى القدس بطالا، وبإعادة جقمق إلى السجن فأُعيد، فقُدِّرت وفاته ليلة الثلاثاء سابع عشري شعبان ودفن يوم الأَربعاء بمدرسته التي أَنشأَها بدمشق عند باب الجامع الشمالي، وكان ظالما غشوما متطلعا إلى أَموال الناس.

* * *

وفيه وقع بين المحتسب صدر الدين بن العجمى والتاج الوالى مخاصمة ثم اصطلحا، ثم جاءَ الأَمر بعزل صدر الدين واستقرار جمال الدين يوسف البساطي - الذي كان قاضي المالكية - في الحسبة. واستقر في خامس شهر رمضان، والتزم صدر الدين بأَن لا يتردد إلى أَحد، وضُيّق على بعض أتباعه ثم أُفْرج عنهم، واستمر البساطي في الحسبة إلى أَن مات الظاهر ططر فصُرف في ثالث عشرى ذى الحجة وأُعيد ابن العجمي.

* * *

وفي رابع عشر شهر رمضان توجه السلطان الظاهر والعساكر من دمشق إلى جهة الديار المصرية ودخل القاهرة في رابع شوال وكان يومًا مشهودا. واستقر برسباى دويدارا كبيرا، ويشبك - الذي كان دويدارا صغيرا وولى إمرة الحاج وفر من المدينة - أَميرَ آخور، وطرباي حاجبا كبيرا، ودخل هؤلاء بالخلع إلى القلعة، واستقر مرجان الخزندار زماما، وصودر كافور ولزم بيته فسكن في تربته بالصحراء.

* * *

وفى هذا الشهر وصل جماعة من الأُمراء المتسحبين في زمن المؤيد، وهم: سودون من عبد الرحمن الذى ولى نيابة دمشق بعد ذلك، وطرباى الذى ولى الأَتابكية بعد ذلك أَى بعد ططر، ويشبك الدويدار الذى كان فرَّ من المدينة الشريفة وهو أمير الحاج، وقجقار المراد خجاوى وخليل بن أَمير سلاح وجماعة، فلما وصلوا إلى الفرات تبعهم ابن طلجا موسى الكردي، وجمع عليهم عسكرا من التركمان والعرب فوقع بينهم القتال، فقُتِل خليل المذكور وانهزم الباقون بأَسوء حال، فتلقاهم نائب حلب.


(١) في هذا التاريخ وفى تحديد أيام شهر شعبان في هذه الصفحات نظر.