للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

موقع الدست فاستنزل الأُمراء من صرخد وأَحضرهم إلى دمشق، فقُتل جقمق في شعبان وحُبس طوغان.

وفى شعبان أُمسك جماعة من الأُمراء منهم يشبك الإينالي الذي كان أُستادارًا وعلي باى

الدوادار وإينال الأَزعرى وآخرون فحبسوا، وقبض على الأُمراء المؤيدية لما أَرادوا الوثوب على ططر في آخر شعبان، وهم: على باى الدوادار وجلبان ومغلباى وإينال الجكمي ويشبك الإينالى وأزدمر الناصري، وكان طلب أَولا الدويدار ومغلباى ثم طلب الباقين واحدا واحدا، فلما تكاملوا بالقلعة قَبض عليهم ثم أودعهم الاعتقال ليلة الجمعة وبات عنده بقية الأُمراء مثل نائب الشام تانى بك ميق والعلائى وجانبك الصوفى وبرسباى وهو (١) الذي ولى السلطنة بعده، واستقر برسباى دويدارا كبيرا، وجعل الدويدار أَتابك دمشق، وجانبك الصوفى أَتابك مصر ويشبك أمير آخور.

* * *

فلما أصبح يوم الجمعة تاسع عشرى (٢) شعبان الموافق لأول يوم من السنة القبطية تسلطن ططر بدمشق ولُقب الظاهر وكُنى "أَبا الفتح" وبايعه الخليفة والقضاة المصرية والشامية، وخُطب له على منبر دمشق، ووصلت إليه الطاعة من نواب البلاد.

وكان خروج ططر من حلب بالعساكر يوم الاثنين ثانى عشر شعبان، ونزل بعين مبارك يومين، ووصل إليه - وهو بها - على باك بن خليل بن قراجا بن ذلغادر أَمير التركمان بناحية مرعش خائفا، فتلقاه بالإكرام وفوض إليه نيابة عينتاب ودَرَنْدَه وغير ذلك مضافا لما بيده، وأَذن له في التوجه.

وسار ططر إلى جهة الشام ليلة الأَربعاء رابع عشره فوصل إليه وهو بمنزله - "قرا شهر" -


(١) عبارة "وهو الذى ولى السلطنة بعده" بين حاصرتين في نسخة منسوخة بدار الكتب المصرية وبها تعليق: "ذكر ما بين القوسين غير مرة، وهذا ديدن المؤلف ".
(٢) كان أول شعبان هذه السنة هو يوم الجمعة وبذلك يكون التاريخ أعلاه هو و"تاسع عشري"، وليس "تاسع عشر" كما ورد في بعض النسخ.