للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فاتفق أَن النائب بها لم يوافق على قتل الظاهر وماطله في ذلك أَيامًا. فبلغ ذلك أَهل الكرك فتعصّبوا للظاهر وهجموا على أَحمد البريدي فقتلوه، واشتد الأَمر على منطاش لمّا سمع هذه الأَخبار وتهيًا للتجهيز، وخرج بجمع عظيم من القاهرة، وأَخرج معه القضاة والخليفة والسلطان، وفرّق الحواصل وباع جميع الغلال وغيرها بأَبخس ثمن، وحصل للناس من ذلك شر كبير. ثم اقترض من مال الأَيتام خمسمائة أَلف درهم ورتّب فُتْيا صورتها: "رجل خرج على الخليفة والسلطان، وشق العصا، وقتل شريفًا في الحرم الشريف، واستحلّ الأَموال والأَنفس" إلى غير ذلك، فكتبَ عليها العلماءُ والقضاة بجواز قتاله ودفْعه عن ذلك.

وامتنع الركراكي من الكتابة وناظَرَ على ذلك، فغضب منه منطاش وأَهانه وسجنه في البرج مع مماليك الظاهر بالقلعة.

* * *

وفى ذى الحجة استقر عبيد الله العجمى في قضاء العسكر عوضا عن سراج الدين عمر.

* * *

وفيها اعتُقل زكريا - الذي كان الظاهر عمله خليفة - وكتبوا عليه إشهادات بأَنه لا يسعى في الخلافة، فهرب (١)، وخطبوا للملك الظاهر بصفد.

وانسلخت (٢) هذه السنة والظاهر على حصار دمشق، ومنطاش سائرٌ بالعسكر إلى جهته، وبالغ القاضي شهاب الدين الزهرى في التحريض على برقوق، وكان يرتب من يسبّه على الأَسوار، وكان لا ينزل من مخيّمه بل كان إينال اليوسفى ومَن معه يباشرون القتال وخرَّب ما حول دمشق.

وفي غضون ذلك وصل إليهم كمشبغا من حلب ومعه عسكر عظيم ضخم فنزل بالمرج شرقيّ دمشق، ثم وصل إلى برقوق في ثانى عشر ذي الحجة كما تقدّم وفرح به وقدّم له خيمةً سلطانية وخيولا وجمالًا وأَمتعةً فاستقام أَمره.


(١) من هنا حتى نهاية الخبر ساقط من ز.
(٢) في ز "واستهلت".