للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٦ - أَحمد بن علي التركماني، يعرف بابن الشيخ [عليّ] (١)، ولى نيابةً الكرك وصفد واستقرّ في آخر الأَمر أَميرًا كبيرًا بدمشق. مات (٢) في ذي القعدة بمصر.

٧ - إسماعيل بن إبراهيم الجَبَرْتي ثم الزبيدي، وُلد سنة سبعمائة واثنتين وعشرين على ما ذُكر، وتعانى الاشتغال ثم تصوّف؛ وكان خيّرًا عابدًا حسنَ السمّت والملبوس، مغرًى بالسماع، مُجِدًّا في مقالة ابن عربى؛ وكنتُ أَظن أَنه لا يفهم الاتحاد حتى اجتمعتُ به فرأَيْتُه يفهمه ويقرّره ويدعو إليه حتى صار مَن لم يُحصّل كتاب "الفصوص" مِن أصحابه لا يلتفت إليه، وكان السلطانُ الأَشرفُ قد عظَّمه أَنه بسبب قام معه عند حصار الإمام صلاح [الدين الهروى] الزَّيدى بزبيد فاعتقده (٣) وصار أَهلُ زبيد يقترحون له كرامات، وكان يداوم قراءة سورة يس في كل حالة ويعتمد فيها حديثًا موضوعًا؛ وأرانى جزءً جمعه له شيخُنا شمس الدين الشيرازي في ذلك، وقام عليه مرّةً [أتباع] الشيخ صالح المصرى فتعصَّبوا (٤) عليه حتى نفوه إلى الهند. ثم كان الفقيه أَحمد النَّاشري (٥) عالمُ زبيد يقوم عليه وعلى أَصحابه ولا يستطيع أَن يغيّرهم عما هم فيه لميل السلطان إليه.

وقد حدّث الشيخ إسماعيل بالإجازة عن القاسم بن عساكر، وبالخاصة عن أَبي بكر بن


(١) الإضافة من السخاوى: الضوء اللامع ٢/ ١٢٨.
(٢) ذكر السخاوى: شرحه ٢/ ١٢٨ أنه مات سنة ٨٠١.
(٣) وذلك أنه بشر السلطان الأشرف صاحب اليمن بالنصر وبهزيمة الإمام الهروى.
(٤) بلغت هذه المنازعة حدا أَن الجمال الذو إلى شاعر اليمن ومن أنصار صالح المصرى قال: صالح المصرى قالوا صالح … ولعمرى أنه للمنتخب
كان على أنه من فتية … كلهم إن تمتحنهم مختلب
رهط إسماعيل قطاع الطريق … إلى الله وأرباب الريب
سفل، حمقى، رعاع، غاغة … أكلب فيهمو على الدنيا كلب
تخذوا دينهمو زندقة … فاستباحوا اللهو فيه والطرب
انظر في ذلك السخاوى: الضوء اللامع ٢/ ٨٩٣.
(٥) هو أَحمد بن أبي بكر بن علي الزبيدي، وكان شديد الحط على ابن تيمية في اليمن، وسترد ترجمته هنا سنة ٨١٥، انظر أيضا الضوء اللامع ج ١ ص ٢٥٧ - ٢٥٨، والشذرات ٧/ ١٠٩.