للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المحبّ، ومات في نصف رجب وله بضعٌ وثمانون (١) سنة، لأَنه ذكر أَن مولده سنة ٧٢٢.

٩ - إسماعيل بن علي بن محمّد البقِاعي ثم الدمشقى الناسخ، كان يشتغل بالعلم ويصحب الحنابلة ويميل إلى معتقدهم وينصحهم ويعظمهم ويُكَتّب (٢) الناس مع الدين والخير، وله نظمٌ حسن أَنشدني منه بدمشق.

وقد كتب بخَطِّه "صحيح البخارى" في مجلدةٍ واحدة معدومةِ النظير سلمت من الحريق إلَّا اليسير من هوامشها فبِيعَتْ بأَزيد من عشرين مثقال.

فرّ في الكائنة إلى طرابلس فأَقام بها إلى آخر سنة خمسٍ ورجع فمات بدمشق في المحرم منها (٣).

١٠ - آقْبْغَا الهدباني الظاهري [برقوق] كان من عتقاء الظاهر برقوق وتنقَّل في الخِدم إلى أَنْ ولى الحجوبيّة بحلب بعد رجوع الظاهر إلى السلطنة من الكرك، ثم نيابةَ صفد، ثم نيابةَ طرابلس، ثم نيابةَ حلب في سنة إحدى وثمانى مائة: سنةِ وفاة الظاهر. ثم كان ممَّنْ أَعان تنم نائبَ دمشق، فلما انكّسر تنم أُسر آقبغا فيمن أُسر ثم أُطلق وولى نيابة طرابلس سنة أَربع، ثم ولى نيابة حلب (٤) بعد دقماق فدخلها في جمادى الأُولى سنة ستٍّ وثمانمائة فأَقام بها أَربعين يومًا، ثم مات ليلة الجمعة سابع عشرى جمادى الآخرة، وكان عاقلًا كثير السكوت، وأَنشأَ بحلب جامع (٥) وداخِلُهُ تربة له ودُفن فيها.


(١) هكذا أيضا في عقد الجمان العين ٣/ ٢٠٧، ويلاحظ صحة هذا التقدير إذا أخذنا بما قاله ابن حجر في أول الترجمة من أن صاحبها ولد سنة ٧٢٢ هـ وإن كان السخاوى في الضوء اللامع ٢/ ٢٨٢ قد نقل عن ابن حجر أن المترجم كان يذكر أن مولده سنة بضع عشرة.
(٢) في الضوء اللامع ٢/ ٩٣٧ "يكتب الناس".
(٣) أمام هذه الترجمة في هامش هـ بخط البقاعي: "هذا الرجل من قريتنا خربة روحه من البقاع، ".
(٤) فيما يتعلق بوظائفه وولاياته راجع ٤٧٧. Wiet : Les Biographies du Manhal، No وإن سماه أَبو المحاسن فيها "بالهيدباني"، ولكن السخاوي: في الضوء اللامع ٢/ ١٠١١ سماه كما بالمتن.
(٥) لكنه لم يكمله.