للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجامع الأُمويّ ونظر الجامع مرارًا، وآخر ما علق من تاريخه (١) إلى ذى القعدة سنة خمس عشرة، وقدم القاهرة مرارًا آخرها في الرسلية عن الملك المؤيّد قبل سلطنته سنة ثمان. وحصّل نسخة من "تعليق التعليق" وشهد لي في عنوانها بالحفظ، وكتب خطه في أصلى (٢).

وأُريد على قضاء الشافعية مرارًا فامتنع، وولى أخوه الأصغر نجم الدين وهو حيٌّ، وانتهتْ إليه في آخر وقته رئاسة العلم بدمشق. عاش خمسًا وستين سنة.

وجمع أسماء شيوخه على حروف المعجم، وكان أشياخه ونظراؤه يثنون عليه، وقد شرح قطعةً من "المحرّر" لابن عبد الهادى، وله نكت على "المهمّات" وعلى "الألغاز"، وكان دينًا خيرًا له حظّ من عبادة.

رأيتُ (٣) في تاريخه في ترجمة والده قال: رأيْتُ أبي في النَّوم في أواخر شهر رجب سنةَ ثلاث وثمانين وسبعمائة في الأسديّة (٤) فقمْتُ خلْفه فقلتُ: كيف أنتم؟ فتبسّم وقال: طيب، فمشيتُ معه إلى الباب؛ وكان من جملة ما سأَلْتُه: أيهما أفضل الاشتغال بالفقه أو الحديث؟ فقال: الحديث بكثير، قال: فقلت له ادْع لي، فدعا لي بثلاث: بوفاء الدين وخاتمة الخير، ونسيت الثالثة، ثم التفت إليّ كالمودّع فقال إنهم يشكرونك فقلتُ: من؟ قال: الملائكة، فقلت: باالله؟، قال: نعم، قال: فاستيقظت مسرورًا".

قال القاضي تقيّ الدين الشهبي: "وُلد في المحرّم سنة إحدى وخمسين، وحفظ "التنبيه" وسمع الحديث فأكثر، واستجيز له من بلادٍ شتّى،، وجمع لنفسه معجمًا


(١) الوارد في السخاوى: الضوء اللامع ج ١ ص ٢٧٠ أنه بدأ تاريخه من سنة ٧٤١، هذا ويلاحظ أن أبا المحاسن أهمل في المنهل الصافى ١/ ٢٤٥ - ٢٤٦ الإشارة إلى ما يستفاد منه أن صاحب الترجمة - ابن حجى - كتب في التاريخ.
(٢) أي في مسودة كتاب "تعليق التعليق" لابن حجر.
(٣) من هنا حتى نهاية الترجمة غير وارد في ظ.
(٤) من مدارس دمشق الشافعية والحنفية، وتنسب إلى مؤسسها أسد الدين شيركوه، انظار النعيمي: الدارس في تاريخ المدارس ١/ ١٥٢ وما بعدها.