(٢) أمامها في هامش ث: "الباعوني هذا هو والد شيخنا الشيخ برهان الباعونى إبراهيم بن أحمد كان مولده في سابع عشرين شهر رمضان سنة سبع وسبعين وسبعمائة ونشأ بدمشق وكان من متولى أبيه الجميع ما ذكره المقر - رحمه الله تعالى - في ترجمة أبيه أحمد يكاد أن يكون منصفًا ولده هذا من قوة الذكاء متصفًا بالفقه وإسماع الحديث وكتابة الشعر الجيد وجودة النظم والقدرة عليه وعلى النثر وله اليد الطولى فيهما، وكان خطيبًا كما كان والده، غير أنه لم يل القضاء وعين له مرارًا، وأرسل له بالولاية فامتنع، وأخذ العلم عن جماعة من مشايخ أبيه وأخذ عن السراج البلقيني، وسمع منه من زين الدين العراق والنور الهيثمى وولى خطابة الجامع الأموي ومشيخة الباسطية بدمشق وبها كان يسكن إلى أن مات في يوم الخميس رابع عشرى ربيع. الأول سنة سبعين فيما رأيته وقد عمر، وكان بشوشًا حسن الملتقى كثير الأفضال، عين علماء دمشق ورئيسها وعالمها، ولى منه إجازة عند الأمير الوالد وأطنب في إجازته له ولولا الخوف من الإطالة لذكرت شيئًا من كلامه ونظمه. وله تخميس ألفية ابن مالك في النحو تخميسًا غاية، يشتمل من الفوائد العجيبة الذريبة. وأما أخوه القاضي جمال الدين فهو أيضًا من محاسن الدهر فهو من متولى أخيه البرهان أيضًا، لكنه تولى القضاء بدمشق رحمهما الله تعالى" ثم إمضاء الكاتب وهو غير مقروء. ثم جاء تعليق آخر على هذا التعليق هو: "ومن غريب ما حكاه لي الحافظ السخاوي عن البرهان الباعوني بعد ذلك أن الزين عبد الباسط ناظر الجيش قدم إلى دمشق في بعض قدماته فنزل بقاعته التي قال بأنها بخط الجسر الأبيض بدمشق في طريق الصالحية فهرع الناس للسلام عليه وكان ممن سلم عليه الشيخ برهان الدين هذا فلما دخل عليه إلى القاعة أكرمه وعظمه فبقى متحيرًا في هذه القاعة، قال: فحدثته نفسه أنه هل يجد في الجنة له سكنا يشبه هذه القاعة أو مثلها، ثم إنه قام من عنده، فلما كان بالباب قبل أن يتوجه وإذا بالباب من جماعته عبد يقول له: أبشرك يا سيدى الشيخ ببشارة تسرك، فقال له: ما هي؟ فقال له إن القاضي حول قاعته هذه لله مدرسة وولاك مشيختها وجعل لك السكنى بها، فقال: فعجبت من ذلك".