قرأت بخط ابن دقماق: في أوائل هذه السنة وصل بريدي من حلب فأخبر أن شخصاً عبث بإمام جماعة وهو يصلي فانقلب وجه العابث وجه خنزير، وأنه كتب بذلك محضر ووصل صحبته، وأنه ممن شاهد ذلك.
وفيها في ربيع الأول عمل برقوق عقيقة ولده محمد، وطلع إليه جماعة من الأمراء فأمسكهم فلبس الباقون السلاح خوفاً على أنفسهم، وتغير خاطر بركة لأنه بلغه أن ايتمش قال: إنه اتفق مع اينال وجماعة من الأمراء على مسك بركة، فالتمس من برقوق أن يمكنه من ايتمش فوعده وماطله، فبلغ ذلك ايتمش فاستشفع إليه بالشيخ أكمل الدين وغيره فرضي عنه وخلع عليه، ثم بلغ برقوق في تاسع عشر صفر أن بركة يريد الركوب عليه فأرسل برقوق القضاة والمشايخ إلى بركة، فسعوا بينهما في الصلح مرات إلى أن أذعن بركة ونودي بالأمان وخلع على من سعى في الصلح من القضاة وغيرهم، واجتمع الأمراء في الميدان ولعبوا بالأكرة، واستقر الصلح، ثم بلغ ايتمش عن بركة ما يسوؤه فركب في يوم الاثنين سابع ربيع الأول في طائفة من الأمراء على بركة، ومان صراي أخو بركة قد اجتمع في ذلك اليوم ببرقوق وأعلمه أن بركة عزم على مسكه يوم الجمعة، فأذن برقوق لأيتمش ومن ممعه بالركوب على بركة ونادى في العوام بنهب داره، فتوجهوا إلى باب بيته فأحرقوا الباب فخرج من الباب الآخر إلى جهة الشارع وأخذ معه الوالي حتى فتح له باب الفتوح لأنه كان أغلق الأبواب أول ما ثارت الفتنة، وشق القاهرة متوجهاً إلى قبة النصر، واجتمع إليه أصحابه فعسكر بهم هناك ونهب العامة كلما وجدوا في بيته، فخرج إليه ايتمش ومن معه فوقعت بينهما وقعات كان غالب