للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٥ - داود بن إسماعيل القلقيلي، نسبة إلى قرية بين نابلس والرملة، يلقب "بهاء الدين" كان فاضلًا شافعيا يدرس ويُفتى. وسكن في حلب، ومات في هذه السنة.

ذكره القاضي علاء الدين في تاريخه.

١٦ - صالح بن محمد بن صالح المناوى، أَحدُ المعتقَدين بالقاهرة. مات بمنية السيرج وبها كانت زاويته وتُذكر عنه كرامات، وكان كثير الضيافة للواردين وللناس فيه اعتقاد كبير. مات في رمضان.

١٧ - ضياء بن سعد الله بن محمد بن عثمان القزويني، ويقال له "القرمي"، ويعرف "بقاضي القرم"، ويسمى أَيضا "عبد الله"، الشيخ ضياء الدين العفيفى أَحد العلماء، تفقّه في بلاده وأَخذ عن القاضي عضد الدين وغيره، واشتغل على أَبيه والبدر التسترى والخلخالي، وتقدم في العلم قديمًا حتى كان سعد الدين التفتازانى أَحد من قرأَ عليه، وحج قديمًا فسمع بالمدينة من العفيف المطرى، وكان اسمه "عُبيد الله" فكان لا يرضى أَن يكتبه، فقيل له في ذلك فقال: "لموافقته اسم عبيد الله بن زياد قاتل الحسين".

وكان يستحضر المذهبين: الحنفية (١) والشافعية ويُفتى فيهما، ويحسن إلى الطلبة بجاهه وماله مع الدين المتين والتواضع الزائد وكثرة الخير وعدم الشر والعظمة الزائدة، وكانت لحيته طويلة جدا بحيث تصل إلى قدميه ولا ينام إلّا وهى في كيس، وكان إذا ركب فرقها فرقتين، وكان عوام مصر إذا رأَوه قالوا: "سبحان الخالق" فكان يقول: "عوام مصر مؤمنون حقا لأَنهم يستدلّون بالصنعة على الصانع".

ولما قدم القاهرة استقر فى تدريس الشافعية بالشيخونية وفى مشيخة البيبرسية وغير ذلك، وكان لا يمل من الاشتغال حتى في حال مشيه وركوبه، ويحل "الكشاف" و "الحاوى" حلًّا إليه المنتهى حتى يُظَنّ أَنه يحفَظهما أَو يقدر على سردهما، وكان يقول: "أَنا حنفى الأُصول شافعي الفروع"، وكان يدرس دائما بغير مطالعة، وعظم قدره جدا في أَيام دولة الأَشرف. مات في ثالث عشر ذي الحجة (٢).


(١) "الحنفية والشافعية" ساقطتان من ز، هـ.
(٢) هكذا في طبقات الشافعية، غير أنه ورد في الدرر الكامنة ٢/ ١٩٨٨ أنه مات في ذي القعدة.