للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مِنْه بعضُه بعْد أَن كان السلطان همَّ أَن يقسم الغنيمة بالفريضة الشرعية، ثم انثنى عزمه عن ذلك.

* * *

وفي ثالث شعبان ابتُدِئ بقراءة الحديث بالقلعة، وبدأَ القارئ فقرأ في "صحيح مسلم" وأَمر السلطان بإحضار القضاة المنفصلين فجلسوا عن يسار السّلطان، وجلس كاتبُه عن يمينه وبجانبه العينتابي ثم المالكي ثم عبد العزيز الحنبلي؛ وجلس المشايخ يمنةً ويسرة وهم يزيدون على العشرة ووقعت فوائد ومباحث، وظهرت مقادير أقوام انحطاطا وارتفاعًا، فلما كان يوم الختم خُلع على القضاة التَّشاريف على العادة لكنهم كانوا سبعة،، وخُلع على المشايخ - بِسَعْى العيني - فراجىُّ صوف بسنجاب وفرجِيَّتُه هو بسمور، وهى أَول سَنَة خُلع فيها على المشايخ، وكانوا نحو عشرة.

وفى النصف من ذى القعدة وصل نجم الدين بن حجى الذي كان كاتبَ السر ونُفِي في السّنة الماضية، فلم يزل يسعى ويكاتب ويبذل المال إلى أَن أُجيب، وأُذن له بالمجيء إلى القاهرة بعنايةِ من كان السبب في صرْفه وهو جَانِبِكْ الدويدار، فلما استقر بالقاهرة سعى في قضاء الدّيار المصرية فأجيب سؤاله، واستَدْعى بديوانِ خطبٍ فحفظ منه خطبةَ عيدِ النحر ظنًّا منه أَنه ربما أَفضت إليه الولاية عاجلًا فاحتاج إلى أَن يخطب يوم العيد، وأَمر بخياطة ملابس القضاء من فوقانية ونسج عذبة وغير ذلك، وفى غضون ذلك وصل الشريف شهاب الدين نقيب الأَشراف الحسنى الذى كان ولى القضاء عوضا عنه.

كما استقر في كتابة السر ومعه من الهدايا والتحف مالا يوصف كثرةً، وذلك في أَواخر ذى الحجة، فأَهدى للسلطان وبقيةِ الكبارِ هدايًا جليلةً حتى لم يَدَع من يشاء الله من الرؤساء حتى أَهدى له، فقلَّب الله القلوب.

وقُرر ابنُ حِجّي في قضاء الشام وأُمر بَأن يرجع الشَّريف بطَّالا، فتوجّها إلى الشام في السنة المقبلة.

* * *