وعيد جماعة يوم الجمعة وصلوا في بيوتهم العيد، وأفطر جمهور الناس يوم الجمعة خشية أن يكون هو يوم العيد، واتفق أهل الشام والقدس وما حولهما على أن أول ذي الحجة يوم - الأربعاء.
ذكر من مات
في سنة أربعين وثمانمائة من الأعيان
إبراهيم بن عبد الكريم الكردي الحلبي، دخل بلاد العجم وأخذ عن الشريف الجرجاني وغيره وأقام بمكة، فكان حسن الخلق كثير البشر بالطلبة، انتفعوا به كثيراً في عدة فنون وجلها المعاني والبيان، وكان يقررها تقريراً واضحاً، مات في آخر المحرم.
أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل بن سليم بن قايماز بن عمر بن عثمان البوصيري الشيخ شهاب الدين نزيل القاهرة، ولد في المحرم سنة ٧٦٢، واشتغل قليلاً وسكن القاهرة، ولازم شيخنا العراقي على كبر فسمع نه الكثير، ثم لازمني في حياة شيخنا فكتب عني لسان الميزان والنكت على الكاشف، وسمع على الكثير من التصانيف وغيرها، ثم أكب على نسخ الكتب الحديثية وفي الأجزاء، وكتب - على نسخ الفردوس ومسند الفردوس وعلق بذهنه من أحاديثهما أشياء كثيرة وكان يذاكر بها، واشتغل في النحو قليلاً على بدر الدين القدسي، ولم يكن يشارك في شيء منه ولا من الفقه، وكان كثير السكون والعبادة والتلاوة مع حدة الخلق. وجمع أشياء، منها زوائد سنن ابن ماجة على الكتب الأصول الستة، وعمل زوائد المسانيد العشرة وزائد السنن الكبير للبيهقي، وجمع من مسند الفردوس وغيره أحاديث، وأراد أن يذيل بها على الترغيب والترهيب للمنذري ولم يبيضه وسماه تحفة الحبيب للحبيب بالزوائد في الترغيب والترهيب،