للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مبرحا، حتى إن بعض الأمراء - وهو أخو السلطان - قام ليشفع فيه فأمر السطان بضربه معه، فضُرِبا معًا، ثم أمر بإحراق الحشيش والمنع من زرعها.

* * *

وفيها نقض ابن الرّكَاعِنة طاعة أبي فارس صاحب تونس، فسار إليه واجتمع به عبد الواحد بن أبو حمو وهو عمه، ففرّ ابن الرَّكَاعِنة وأقام أبو فارس عبد الواحد المذكور في مُلك تَلْمِسَان وفاس ورجع، وكان ما سيأتي ذكْرُه سنة ثلاث وثلاثين.

* * *

وفي السابع من رجب استقر كمال الدين بن البارزي في كتابة السر بدمشق عوضًا عن حسن السامرى (١) بحكم وفاته وكان له منذ عُزل من نظر الجيش مقيمًا بالقاهرة سبع سنين، واستقر شهاب الدين بن نقيب الأشراف بدمشق في نظر الجيش عوضًا عن حسن أيضا، وكان جمعَهُمَا.

وفي عاشره استقر عز الدين عبد السلام بن داود بن عثمان المقدسي في تدريس الصلاحية بالقدس عوضا عن الشيخ شمس الدين البرماوى بحكم وفاته.

واتفق في هذه السنة من العجائب أن الفول نزل عليه الصقيع بالصعيد فأفسده وهو أخضر، وشرق كثيرٌ من الأراضى فلم يُزرع، وأكلت الدودة مواضع مزروعة، فكانت هذه الأمور الثلاثة في العادة ينشأ منها الغلاء، وانضاف إلى ذلك نزول النيل بسرعة فزرعوا في شدة الحر، ثم تسلّطت الدودة مع ذلك فتحرك السعر قليلا، ولم يرتفع لشي من الغلة رأس، وتمادى الأمر على ما كان حتى جاء المغل الجديد، ثم غلا السعر في أيام زيادة النيل فزاد سعرُ كل إردبٍّ مائة درهم، وانحلت الأسعار بعد وفاء النيل، وكان ببلاد الصعيد الأعلى وباءٌ شديد ومرضٌ حاد، ومات بسببه خلائق كثيرة في رجب وشعبان.

وفى سادس عشر شوال نودى بإبطال المعاملة بالدراهم البندقية واللنكية، وأخرجت الدنانير الأشرفية، ونودى أن تكون بمائتين وخمسة وعشرين، وأبطلت المعاملة بالأفلورية.


(١) في هامش هـ بخط البقاعي: "أي الذي كان سامريا".