وكان يحب الانفراد بالرياسة، مليح الشكل معرق الصورة شديد الزهو، يظهر التعفف، شديد العجب مفضالاً وهاباً وافر الحرمة كثير البذل والله يسامحه، وكان قد بلغ في المملكة ما لم يبلغه أحد، مات بعلة القولنج الصفراوي بعد أن صار أميراً مقدم ألف، وتنقل في الولايات من نظر الخاص والجيش والأستادارية وكتابة السر وغير ذلك على ما سلف في الحوادث، وكان يدري اللغة التركية مع الدهاء والمكر والمعرفة التامة بأخلاق أهل الدولة، ولقد تلاعب بالدولة ظهراً لبطن، وخدم عند الأضداد، وعظم قدره حتى شاع أنه لا بد أن يلي السلطنة ولم يوجد له كثير من المال بل مات وعليه من الديون ما لا يدخل تحت الحصر.
وفي أواخر ذي الحجة استقر فتح الدين فتح الله في كتابة السر عوضاً عن فخر الدين ابن المزوق، الذي كان من جهة ابن غراب.
وفي ليلة النصف من ذي الحجة خسف القمر في أواخر الليل فاستمر إلى بعد أذان الفجر.
ذكر من مات
في سنة ثمان وثمانمائة من الأعيان
إبراهيم بن عبد الرزاق بن غراب مضى ذكره في الحوادث.