عالية وتَطَلُّعٌ إلى الملك، فأَول ما جمع عسكرا ونازل بُخارى وانتزعها من يد أَميرها حسن المغلى، ثم نازل خوارزم فاتفق وفاةُ أَميرها حسن الصوفى المغلى، واستقرّ أَخوه يوسف فانتزعها اللنك أَيضا، ولم يزل إلى أَن انتظم له ملكُ ما وراء النهر، ثم سافر إلى سمرقند وتملَّكها، ثم زحف إلى خراسان فملك هراة، ثم ملك طبرستان وجرجان بعد حروبٍ طويلة سنة أربع وثمانين [وسبعمائة] فنجا صاحبها شاه وتعلَّق بأَحمد بن أويس صاحبٍ العراق، فتوجه اللنك إليهم فنازلهم بتبريز وأَذربيجان فهلك شاء في الحصار وملكها اللنكُ ثم ملك أَصبهان.
وفى غضون ذلك خالف عليه أميرٌ من جماعته يقال له "قمر الدين" وأَعانه طقتمش خان صاحب صراى، فرجع إليهم ولم يزل يحاربهم إلى أَن أَبادهم واستقل بمملكة المغل، وعاد إلى أصبهان سنة أربع وتسعين [وسبعمائة] فملكها، ثم تحول إلى فارس وبها أَعيان بنى المظفر فملكها، ثم رجع إلى بغداد سنة خمسٍ وتسعين فنازلها إلى أَن غَلب عليها، وفَرّ أحمد بن أويس صاحبُها إلى الشام.
واتصلت مملكة اللنك بعد بغداد بالجزيرة وديار بكر، فبلغت أَخباره الظاهر برقوق فاستعدّ له وخرج بالعساكر إلى حلب، فرجع إلى أَذربيجان فنزل بقرا باغ، فبلغه رجوع طقتمش إلى صراى، فسار خلفه ونازله إلى أَن غلبه على مملكته في سنة سبع وتسعين [وسبعمائة]، ففرّ إلى ذلغادر وانضم عسكر المغل إلى اللنك، فاجتمع معه فرسان التتر والمغل وغيرهم، ثم رجع إلى بغداد، وكان أَحمد فرّ منها وعاد إليها فنازلها إلى أَن ملكها، وهرب أحمد ثانيًا فساروا إلى أَن وصلوا إلى سيواس فملكها، ثم حاصر بَهَسْنا (١) مدةً وبلغ ذلك أَهل حلب ومَن حولها فانجفلوا، ونازل حلب في ربيع الأَول فملكها وفعلوا فيها الأَفاعيلَ الشنيعة،
(١) الضبط من مراصد الإطلاع ١/ ٢٣٤ حيث عرفها بأنها قلعة حصينة عجيبة قرب مرعش وسميساط ورستاقها هو رستاق كيسوم وهي من عمل حلب وتسمى في مراجِع العصر الوسيط الغربية Beheadin ، انظر ما قاله الجغرافيون المسلمون عنها في ٤٠٨. Le Strange : op. alt p .