للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٤ - أَبو بكر بن داود بن أَحمد الحنفى الدّمشقى أَحدُ الفضلاء في مذهبه، ناب في الحكم ودرّس. مات في جمادى الأولى.

٥ - تاج بن محمود بن [تاج الدين (١) العجمى] الأَصفهيدي، الشيخ تاج الدين العجمي، نزيل حلب، قدم من بلاد العجم حاجًا ثم رجع فسكن في حلب بالمدرسة الرواحية وأَقرأَ بها النحْو، ثم انثالت عليه الطلبة فلم يكن يتفرغ لغير الاشتغال بل يُقرئ مِن بعد صلاة الصبح إلى الظهر بالجامع [الكبير]، ومن الظهر إلى العصر بجامع منكلي بغا، ويجلس من العصر إلى المغرب بالرواحية للإفتاء.

وكان عفيفًا ولم يكن له حظ، ولا يطَّلع على أَمر من أُمور الدنيا، وأُسر مع اللنكية فاستنقذه الشيخ إبراهيم صاحب شماخي (٢) وأَحضره إلى بلده مكرما فاستمر عنده إلى أَن مات في ربيع الأول.

أَخذ عنه غالب أَهل حلب وانتفعوا به، وقد شرح "المحرّر" في الفقه، وأقرأَ "الحاوى"، قرأتُ بخط القاضي علاء الدين في تاريخه: "سأَلتُه عن مولده في سنة إحدى وثمانى مائة فقال: لي الآن إثنتان وسبعون سنة".

٦ - تيمورلنك بن ططرخان الجقطاى، قدَّمْتُ أوليَّتَه في أول هذا المجموع (٣)، كان من أَتباع طقتمش خان آخر الملوك من ذرية جنكزخان، فلما مات وقُرر في السلطنة ولده محمود استقر تيمور أَتابكه وكان أعرج "وهو اللنك" بِلُغَتِهم فعُرف بتمر (٤) اللنك، ثم خفِّف فقيل نمرلنك، وتزوج أَم محمود وصار هو المتكلم في المملكة، وكانت له همة


(١) فراغ في الأصول، والإضافة من الضوء اللامع ٣/ ١٢٢.
(٢) راجع مراصد الاطلاع ٢/ ٨١٠.
(٣) راجع الجزء الأول من إنباء الغمر، ص ١٧ - ٢١.
(٤) أمامها في هامش هـ "بل هو معروف بتمرلنك بغير الألف واللام، ولا تخفيف إلا في لفظة تم، فإن أصله تيمور".