للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢ - أحمد بن كَنْدَ غُدِى (١) التركي أَحد الفضلاء المهرة من الحنفيّة، اشتغل في عدة علوم وفاق فيها، وكان قد اتَّصَل بالملك الظاهر [برقوق] في أَواخر دولته ونادمه، ثم توجّه رسولا من ولده الناصر [فرج] إلى تمرلنك في أَواخر سنة ستٍ فقُدِّرَت وفاتُه بحلب في ربيع الأَول هذه السنة في الرابع عشر منه، أَرّخه البرهان المحدث وأَثنى عليه "بالعلم والمروءة ومكارم الأَخلاق"، يرحمه الله تعالى.

لقيتُه مرارًا وسمعت من فوائده، وقرأَ عليه صديقنا مجدُ الدين بنُ مكانس "المقامات" فكان يجيد تقريرها على ما أخبرني به المجد، وقال القاضي علاء الدين بن خطيب الناصريّة في تاريخه: "كان عالمًا ديّنًا، تمرضٌ لما دَخل إلى حلب (٢) فعزم على الرجوع فأَدركه الأَجل المحتوم [بها] في شهر ربيع الأَول ودُفن (٣) خارج باب المقام، وقد جاوز الستين".

٣ - أنس بن علي بن محمد بن أَحمد بن سعيد بن سالم الأنصارى، أَبو حمزه الدمشق، سمع بعناية قريبه صدر الدين إمام المشهد بن عبد الله بن القيّم، واستجاز له [أبو الحرم] القلانسي وغيره، وطلب بنفسه فَسمع من جماعةٍ من أَصحاب القاضي سليمان فمَن بعدهم، وقرأَ بنفسه وانتقى على بعض الشيوخ. وكان متيقظًا نبيهًا عارفًا بالوثائق والأَدبيات مع المروءة والديانة، وكان في بدايته بزيّ الأجناد ثم لبس زى الفقهاء.

مات في رجب وله ثمان وخمسون سنة، سمعتُ منه قليلًا وكتب عنّى من نظمى، وسمع معى كثيرا وأَفادني.


(١) الضبط من الضوء اللامع ٢/ ١٩٨، والرسم أيضا من العينى: عقد الجمان، لوحة ٢٢١.
(٢) أشار العيني، شرحه ٢٢٢، إلى أن الملك الناصر كان أرسله رسولا إلى تمرلنك في آخر السنة الماضية فلم يخرج من حلب ولا أدى الرسالة.
(٣) كان دفنه بتربة موسى الحاجب.