للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البيبرسية في سنة خمس عشرة فاستمر فيها إلى أَن مات في أَول يوم من شعبان وله بضع وسبعون سنة، وكان قليل الكلام كثير المعرفة بالأُمور الدّنيويّة، وما أَتردّد أَنَه سمع عليَ ابن أميلة ومَن قبله لكن لم أَقفْ على ذلك تحقيقًا، وسأَلْتُه عن ذلك فلم يعترف به؛ وسأَلتُه أَن يجيز لجماعةٍ فامتنع ظنًّا منه أن ذلك على سبيل السخرية به لسعة تخيّله.

٣ - أبو بكر (١) حاجب حجاب طرابلس، وبها مات.

٤ - تغرى بردى المؤيدى، ويعرف بأخى قَصْرُوه، نائب حلب، مات بها محبوسًا في ربيع الأَول.

٥ - سليمان بن عبد الرحمن (٢) بن داود بن الكُويْز أَخو كاتب السّر علم الدين، ورث مِن أَخويه صلاح الدين وعلم الدين، أَما صلاح الدين فلكوْنه شقيقه، وأَما علم الدين فلكونه وصيه فكثر ماله، ووقع بينه وبين أَخيه عبد الرحمن بن علم الدين تنازعٌ في شيءٍ ففسد بذلك من المال عليه شئ كثير؛ وكان سلمان يلقب بدر الدين، وكان حسنَ الصورة جميلَ الفعال شديدَ الحياء عاقلًا وقورًا، باشر استيفاء الدولة وغير ذلك، وهو أَصغر الإِخوة. مات في حادى عشر المحرم.

٦ - شعبان بن محمد بن داود المصرى، وكان يقال له "المصرى"، ثم زعم أَن اسم أَبيه محمد بن داود، ويقال إن داود كان ممَّنْ تشرَّف بالإِسلام فأحبّ أن يبعد عنه، ثم صار يكتب "الآثارى" نسبةً إلى الآثار النبويّة لكوْنه أَقام بها مدة.

وكان قد تعانى الخطَّ المنسوب فجاد خطُّه بملازمته لشيخنا شمس الدين [أَبى على] الزفتاوى وصار رأس مَن كتب عليه وأجازه فصار يكتب للناس؛ ثم اتفق أنه شرب البلاذر فحصل له طرف نشاف وأَقام مدةً عاريا من الثياب والعمامة ثم تماثل قليلًا؛ وطلب العلم ولازم الشيخ نور الدين الطَّنْبدِي والشيخ شمس الدين الغُمارى؛ وتعانى النظم فنظم نظمًا


(١) سقطت من هـ الترجمتان ٣، ٤.
(٢) أسقط الضوء اللامع ٣/ ٩٩٧ من اسمه "عبد الرحمن"، وقال "رأيت من سماه سليمان بن عبد الرحمن بن داود".