للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وامتنع الحنبلي من استنابة أَحد.

* * *

وفيها ابتدأَ الوباء بالاسكندرية فى شوال واستمر إلى آخر السنة، ويقال إنه كان يموت بها كل يوم مائة وخمسون نفسًا.

* * *

وفيها أَبطل برقوق ضمان المغانى بحماة والكرك والشوبك ومنية ابن خصيب وزفتى، وأَبطل ضمان الملح بعينتاب، وضمان الدقيق بأَلبيرة، وضمان القمح بدمياط وفارسكور، وأَبطل المقرر على أَهل البرلّس وبلطيم، وأَمر بعمارة جسر الشريعة: ماريق الشام وجاء طوله مائة وعشرين ذراعًا وانتفع الناسُ به.

وفى الثالث من ذى الحجة أَفرد [برقوق] للذخيرة والمتجر وخاص الخاص والمستأْجرات والأَملاك ناظرًا، وهو أَول من أفرد بذلك.

وفيها مات بيرم خجا صاحب الموصل واستقر بعده أخوه مراد خجا.

وفيها في رمضان ارتد نصرانى كان أَسلم وتزوّج مسلمة وأَولدها، فرُفع للقاضي فأنكر، فقامت عليه البينة عند بعض نواب المالكي فحكم بإسلامه فسُجن، فسعى عند مستنيبه فأَنكر عليه حكمه وقال: "ما أَذنْتُ له في الحكم بذلك إلَّا بعد المشاورة" وأطلق المذكور من السجن، فعَزل النائبُ نفسَه، وذلك كله بدمشق.

فبلغ السلطانَ فرسم بعقد مجلس فحضر النائب وادّعى عليه (١) مستنيبه أَنه عزّره بالشتم وقال له: "يا يهودى" فأنكر، فأَقام البينة وهى الياسوفى والقرشي عند شهاب الدين الزهرى فاعتذر بأَن للقاضي أَن يُعَزِّر بالشتم، فثبت ذلك عند الزهرى ـ وهو نائب ولى الدين الشافعي في غيبته - وكان ولى الدين يومئذ بالقاهرة طُلب هو وكمال الدين المعرى الذي كان قاضيا قبله، ثم ولى قضاء حلب ثم سعى في قضاء الشام فطُلبا معًا.

فلما كان في ثامن عشر الشهر جئ بالنصرانيّ وعقد المجلس ثانيا فبادر (٢) إلى الإسلام، فحكم الحنبلي بصحة إسلامه وحقن دمه.


(١) "على" فى ز، هـ.
(٢) بعدها فى ز "ثانيا".