في صفر سنة ثمان وخمسين، ثم أعيد إلى القاهرة حاجباً، ثم استقر في نيابة السلطنة بمصر سنة خمس وسبعين، ثم ولي نيابة طرابلس ثم صفد، ثم عاد إلى الحجوبية سنة ثمان وسبعين، ثم استقر نائب الغيبة لما حج الأشرف، ثم قبض عليه وسجن، ثم أعطي إمرة بغزة، ثم عاد إلى النيابة في سنة تسع وسبعين، ثم قرر أميراً كبيراً إلى أن مات وهو أمير كبير، رأس الميسرة في جمادى الآخرة، وكان ليناً سليم الصدر متواضعاً يرجع إلى خير.
أنس بن عبد الله الجركسي، والد برقوق، كان كثير البر والشفقة لا يمر به مقيد إلا ويطلقه ولا سيما إذا رأى الذين يعمرون في المدرسة التي ابتدأ ابنه بعمارتها، مات في شوال ودفن بتربة يونس ثم نقل إلى المدرسة وأعطي ولده الشيخ جلال الدين التباني ثلاثين ألف درهم فحج عنه وقيمتها إذ ذاك ألف وخمسمائة مثقال ذهباً، ويقال: إنه جاوز التسعين، واستقر في تقدمته قطلوبغا الكوكاي.
ايدمر الشمسي عز الدين، أحد كبار الأمراء، مات في صفر مطعوناً، وكان من أمراء الناصر أمره طبلخاناة، ثم تقدم إلى أن كان رأس الميمنة، وكان لين الجانب.
آلان بن عبد الله الشعباني، أحد كبار الأمراء، مات في رجب، والعامة يقول: علان بالعين المهملة بدل الهمزة، وكان أصله من مماليك حسن، وكان شجاعاً فأمر تقدمة بعد فتنة بركة، واستقر أمير سلاح حتى مات.
أبو بكر بن يوسف بن عبد القادر بن سعد الله بن مسعود الخليلي ثم الصالحي الحنبلي، عماد الدين، ولد سنة خمس وسبعمائة في صفر وسمع بعد العشرين وعني بالحديث، وطلب بنفسه، وقد ذكره الذهبي في المعجم المختص وقال: من فضلاء المقادسة، مليح الكتابة، حسن الفهم، له إلمام بالحديث، وقرأ بنفسه قليلاً، ونسخ لنفسه ولغيره كثيراً انتهى.