للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى (١) آخر ربيع الآخر أُحْدِث السلام على النبي تسليما عقب أَذان العشاء ليلة الاثنين، مضافًا إلى ليلة الجمعة بدمشق، أحدث، ثم بعد عشر سنين عقب كل صلاة إلا المغرب، وسيأتي في مكانه.

وفيه أُمر بكتابة محضرٍ بسيرة قاضى الحنفية بدمشق، وسار به البريد إلى دمشق فكتبوه وكان القاضى بمصر فسعى بالمال إلى أَن عاد على وظيفته.

وفيها استولى على بلاد الدشت طقتمش خان الجنكزى (٢) وقيل خاني، وكان أَقام في مملكتها عشرين سنة.

وفى ذى الحجة منها غلت الأَسعار بدمشق وتأَخّر المطر فاستسقوا بعد صيام ثلاثة أَيام فسقوا، ووُجد شخص بعد النداء مفطرا فعُزِّر.

وفيها أُمْسكت امرأة تزوّجت برجلين شرطت لأَحدهما الليل والآخر النهار بحيلةٍ احتالت بها عليهما، فاطُّلِع عليها فجرّست.

وفيها استقر صدر الدين بن منصور الدمشقى فى قضاء الحنفية عوضا عن أَخيه شرف الدين، وكان لما مات عَرَض برقوق القضاءَ على الشيخ جلال الدين التبانى فامتنع فأَلحّ عليه، فأَصرّ وأَحضر معه مصحفًا وكتاب "الشفاء"، وتوسل إليه بهما أَن يعفيه من ولاية القضاء فأَعفاه واستشار فيمن يصلح فعيَّن له ابنُ جماعة صدرَ الدين، فأَرسل إليه فتشاغل بدمشق بمرض أَخيه شرف الدين إلى أَن مات فى شعبان، فتوجّه بعده إلى القاهرة فوصلها في رمضان فولاه في ثامن رمضان.

وفى نصف رمضان أَمر أَن يخفَّف من نواب القضاة، وأَن يكون لكل قاض أَربعة نواب إلا الحنبلي فلا يزيد على اثنين، فاستقر برهان الدين بن جماعة بأَربعة: الصدرِ بن المناوى وابن رزين وجمال الدين الخطيب الإسناوى -والثلاثة بالقاهرة- وفخر الدين القاياتي بمصر.

واستقر الحنفى: بجمال الدين المحتسب ومجد الدين اسماعيل البلبيسي وشمِس الدين الطرابلسي وشهاب الدين السنسي الأَطروش.

واستقر المالكي ببهرام والشهابِ الدجوى وعبيد البشكالسي: الثلاثة بالقاهرة، وبجمال الدين الفيسي بمصر.


(١) أمامها في هامش ز" إحداث السلام على النبي ع. م. عقيب الأذان" وفي هـ "وفي ربيع الآخر".
(٢) في هامش هـ "نسبة إلى خبنكزخان"، "أي الخبنكزخان".