للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لبهادر الأَعسر المعروف بالشاطر الزردكاش. فصادره وعذّبه بأَنواع العذاب إلى أَن مان تحت الضرب، فقال فيه ابن العطّار:

الملكيّ مات واستراحَتْ … من نَجَسِ أَغلف الوزارهْ

وقالت الميضة أَبعدوه … من أَين ذا الكلب والطهارهْ

وأضيفت الوزارة لشمس الدين المقسى مع نظر الخاص. فقال فيه أَيضا، وكان موته اتفق يوم النيروز:

قضى الملكيّ في النيروز نحبًا … وراح مُصادَرا ومضى وسارا

وعمّ المسلمين به سرور … وتم بموته عِيدُ النّصارى

* * *

وفي جمادى الآخرة اتفق بدمشق في غريب وهو وقوع المطر الغزير برعد وبرق في خامس عشري أيلول، وسقط برد كبار مثْل البندق وكثُر جدا حتى صارت الأَرض بيضاءَ، وكثُر الوحل وجرى الماء في الشوارع. كل ذلك في سنة واحدة ولم يُعهد مثل ذلك قبلها.

وفيها نودى أَلا يلعب أَحد الناروز فلعب جماعة فأُمسك منهم أَربعة من العامة فضُربوا بالمقارع وجُرِّسوا.

وفى يوم الثلاثاء ثامن ذى الحجة وصل أَنس بن عبد الله العثمانى -والد برقوق- إلى القاهرة فخرج ولده والعسكر الملتقاه فالتقاه بعكرشا (١)، ووصل صحبته قاضي حلب كمال الدين المعرّى وقاضي دمشق ولىُّ الدين بن أَبي البقاء. ونزل في ذلك الموكب بالخانقاه ومدّ له ولده سماطًا عظيما وأَقعده في صدره، وقعد عن يمينه أَيدمر الشمسى وعن يساره أَقتمر عبد الغنى، وقعد برقوق دون أَيدمر.

وكان أَنس أَعجميا لا يعرف بالعربي ولا بالتركي حرفًا، ثم ركب معه الأُمراء (٢) إلى القاهرة وأَعطاه [برقوق] تقدمة أَلف.

* * *


(١) أثبت المرحوم محمد رمزى أن استقصاءه لموقع "العكرشة" دله على أنها اسم يطلق على البركة الواقعة في الطريق الصحراوى بين القاهرة وبلبيس، وأَن هذه البركة لاتزال موجودة بأراضي بلدة "أبو زعبل" انظر تعليقه في النجوم الزاهرة، ج ١١، ص ١٨٢ حاشية رقم ١.
(٢) محذوفة من ز، هـ.