للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجعل بابًا إلى المدرسة فصار الناس يستطرقون منه وكان أَحد قاعات المدرسين، وسُدَّت الطرق إلى الأسطحة والمواذن وأَبطل الأَذان على المنارتين وجُعل على الباب الذي فتح، كلّ ذلك لمَا حدث من منطاش ومَن بعده من اتخاذهم المدرسة المذكورة عُدّةً لمن يحاصر القلعة، ودام ذلك دهرا طويلًا إلى أَن أَمر الأَشرف (١) قبل الثلاثين وثمانى مائة بفتح الباب الكبير وإعادة السلم والبسطة، فأُعيد جميع ذلك.

* * *

وفيه ضُرب حسين بن باكيش بالمقارع، واستمر في الحبس إلى أَن وُسط في ثاني شعبان.

* * *

واستقر يلبغا مجنون كاشف الوجه القبلى.

* * *

وضُرب القاضي شمس الدين بن الحبال قاضي طرابلس تأْديبًا بسبب فنيا أفتى بها لمنطاش في حقّ السلطان.

وفى ثالث عشر ربيع الأَول توجه يلبغا السالمي على البريد لتقليد نعير إمرة العرب، فسمع في هذه السفرة على أَبي هريرة بن الذهبي: "الأَربعين" التي خرّجها له أَبوه وحدث بها بعد ذلك.

* * *

وفى (٢) رابع جمادى الأُولى وصل أَيتمش من دمشق إلى القاهرة فتلقاه نائب السلطنة وأكرمه السلطان ومَن دونه، ووصل صحبته (٣) جمع كبير من الأُمراء المسجونين بدمشق الذين كانوا قد خرجوا عن الطاعة وقاتلوه ومنعوه من دخول دمشق وأَساءُوا في حقِّه: منهم ألابغا (٤) الدوادار وجنتمر أَخوطاز وأَمير ملك ابن أُخت جنتمر ودمرداش اليوسفي وتمام ستة وثلاثين أَميرا فسجنوا، ثم أُطلق منهم جبريل الخوارزمى بشفاعة نعير ووصل صحبته أَيضا كمال


(١) يعنى بذلك السلطان الأَشرف برسباى.
(٢) كرر ابن حجر هذه العبارة مرة أخرى ولكن باختصار في ورقة ٩٦ ب من نسخة ظ.
(٣) أي صحبة أيتمش.
(٤) أمامها في هامش ز "مفخمة".