للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأَرسل إليه (١) نعير بالطاعة والاعتذار عمّا جرى منه، والتزم له بإحضار منطاش بعد أَن طلب لنفسه الأَمان ولأَصحابه، فأُجيب سؤاله.

ووصل إليه (٢) رسول سولى بن ذلغادر يتنصّل من الذي جرى منه، وأَرسل هدية جليلة منها مائنا إكديش.

واستناب [السلطان] في قلعة دمشق سودون باى فظلم الناس بالمصادرة وسفك الدماء فلم يفلح فقُتل بعد ذلك، وبرز السلطان إلى برزة في سابع شوال، وسار في تاسعه طالبا البلاد الحلبية، وقرّر فخر الدين بن مكانس وزيرًا بالشام فوصل إلى حلب في الثاني والعشرين منه، وقرّر بدر الدين بن فضل الله في كتابة السرّ عوضا عن علاء الدين أَلبيرى (٣) بحكم ضعفه، وكان (٤) استصحب ابن فضل الله معه بطالا، وأَمر الكركي بالعود إلى دمشق فاستمر بها من أَول غيبة السلطان في سفرته إلى حلب، فلما عاد وجده على حاله من الضعف، فتوجّه صحبته إلى مصر فاستمر بها ضعيفا إلى أَن مات.

ووصل إلى السلطان كتاب من صاحب ماردين يتضمّن أَن [قد] اجتمع عنده ثلاثة عشر أَميرا من الأَشرفية وجملة من المماليك، فجهّز إليه إينال اليوسفى فتسلَّمهم وأَحضرهم صحبته بعد أَيام قلائل، وكان كبيرهم قشتمر الأَشرفى، فشكر السلطان ذلك لصاحب ماردين.

ووصل أَيضا كتاب من سالم الدوكاري التركماني يخبر السلطان الظاهر بأَن منطاش في قبضته، فجهّز السلطانُ دمرداش نائب حلب في جريدة من إحدى الجهات، وجهّز يلبغا الناصري - نائب دمشق - في جريدة أُخرى، فوصل دمرداش إلى سالم وأَقام عنده أَربعة أَيام، فماطله [سالم] في تسليم منطاش، فلما طال الأَمر عليه (٥) ركب عليه (٦) ونهب بيوته وقُتل جماعة من أَصحابه، فهرب سالم ومنطاش إلى جهة سنجار.


(١) أي إلى السلطان.
(٢) أي إلى السلطان أيضا.
(٣) هكذا في ظ، لكنها "الكركي" في ل، ك، و "البيرى الكركي" في هـ، وكلها صحيحة.
(٤) عبارة "وكان .... .... أن مات" ص ١١، غير واردة في ظ.
(٥) أي على دمرداش.
(٦) المقصود هنا سالم الدوكارى.