للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حمص فهرب نائبها (١) إلى دمشق فملكها أَيضا ثم توجّه إلى دمشق. فلما وصل بعلبك هرب أَيضا فدخلها بغير قتال ولم يشوش على أَحد من أَهل هذه البلاد.

ثم توجّه إلى دمشق فخرج إليه النَّاصرى بعساكر دمشق من جهة الزبداني، وكان منطاش توجّه إلى جهة طرابلس فخالف شكر (٢) أَحمد التركماني - وكان من جهة منطاش - الطريق التي توجّه منها الناصري في العسكر فدخل دمشق، فالتفَّتْ عليه جماعة من البيدمرية فأَخذ منها خيولًا كثيرة وتوجهوا بها إلى منطاش فقوى بهم ورجع إلى دمشق من طريق أُخرى، ونزل القصر الأَبلق، وبلغ ذلك الناصريَّ فرجع وحاصره بدمشق، ودام القتال بينهما وقُتل من الطائفتين جماعة ونهيت دورٌ كثيرة وخرّبت.

فلما طال الحصار ترك منطاش دمشق وتوجّه إلى بعلبك فوصل نعير فيمن معه من العرب والتركمان فقاتل الناصري فانكسر (٣) منه، وكاتب السلطان واستحثه على المجئ إلى الشام، فخرج [السلطان] في العساكر واستخلف في غيبته كمشبغا في الاصطبل وسودون النائب بالقلعة والصفوى حاجب الحجاب، واستصحب معه الخليفة والقضاة والمباشرين وجماعة (٤) من القضاة والمباشرين المعزولين، فوصل دمشق في الثاني والعشرين من شهر رمضان فدخل من في طاعته جميع المحالفين من العرب والترك والتركمان ولم يُشْهر في وجهه سيف.

وكان (٥) يلبغا الناصريّ التقاه فترجّل له السلطان وأركبه من خيوله (٦) الخاصة وصلَّى الجمعة ثاني يوم قدومه ونادي في البلد بالأَمان وأنَّ الماضي لا يعاد فكثر الدعاء له، وولَّى القاضي شهاب الدين الباعونى (٧) قضاءَ الشام والخطابة، وعَزّل الزهرى، وكان بدر الدين بن أَبي البقاء أَخذ الخطابة من سرى الدين، فلما دخل الناصريّ مصر وغلب على المملكة نزل عنها ابن أَبي البقاء لابن القرشي فأَضافها إلى القضاءِ، فلما عَزل منطاشُ ابنَ القرشي عن القضاء وولاه الزهرى استمر حتى دخل برقوق دمشق فعزله وولَّى الباعوني.


(١) في ز، ك "صاحبها".
(٢) ضبطتها نسخة، بفتح الشين والكاف.
(٣) "فانكسر منه" خلت منها نسخ ز، ل، هـ.
(٤) "وجماعة من القضاة المباشرين" ساقطة من ل.
(٥) العبارة من هنا حتى نهاية الخبر غير واردة في ظ.
(٦) "مراكبه" في ز، هـ، ك.
(٧) انظر ترجمته في قضاة دمشق لابن طولون، ص ١٢٢ وما بعدها.