للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألف دينار فذكر أن ماله تحت حوطة الجنويين فقبض على تجارهم بالإسكندرية، فغضبوا وساروا بمراكبهم إلى الطينة فسبوا نساء وصبيانا وكانت بينهم وقعة كبيرة، فخرج طائفة من أهل دمياط لنجدتهم وكبيرهم محيي الدين ابن النحاس وكان ملازماً للجهاد بثغر دمياط، وفيه فضيلة تامة، وجمع كتاباً حافلا في أحوال الجهاد، فقتل في المعركة مقبلاً غير مدبر، وغنم الفرنج من أهل الطينة مالاً كثيراً ثم مضوا.

وفي ذي القعدة في ثاني عشر منه نازل الفرنج الطينة أيضاً في أربعة أغربة، فقاتلهم المسلمون قتالاً عظيماً إلى الليل، فمضى الفرنج إلى الساحل القديم فنهبوا ما وجدوا فيه ورجعوا من الغد إلى القتال، فقدم في الحال غراب للمسلمين فاحتاط به الفرنج، فألقى من فيه من المسلمين أنفسهم إلى البحر فنجوا إلى البر بالسباحة، ثم وافى أناس من دمياط مقاتلة فتكاثر المسلمون على الفرنج واستنقذوا منهم الغراب المذكور بعد قتال شديد فانهزم الفرنج وقد قتل بعضهم - والحمد لله.

وفي جمادى الأولى أمر السلطان بهدم مدرسة الأشرف شعبان ابن حسين التي على باب القلعة وجد الهدم فيها وكانت من أعظم الأبنية، وكان جمال الدين قد اشترى من أولاد الأشرف كثيراً من الآلات التي بنيت بها لأن الأشرف مات قبل أن تكمل فبسط يده في تحويل بابها فأخذ الشبابيك والأبواب والبوابة وكثير من الحجارة حتى الكتب الموقوفة فاستعان بالجميع في مدرسته،

<<  <  ج: ص:  >  >>