للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الدين الأَذرعي ابن أَخي قاضي أَذرعات، ورتب فيه كمال الدين الشرائحي (١) متصّدرًا لسماع الحديث.

وفيها (٢) عَزَّر القاضي شمسُ الدين الإخنائي قاضي الشام جمالَ الدين عبدَ الله المجادلي بسبب ما يكثر من المذكور من النميمة بالناس فضربه وحبسه، وشكره الناس على ذلك؛ قرأت ذلك بخط ابن حجي.

* * *

وفي هذه السنة كانت الحادثة العظيمة بفاس من بلاد المغرب حتى خربت، وذلك أَن ملكها - وهو أَبو سعيد عثمان بن أَحمد بن إبراهيم بن علي بن عثمان بن يعقوب بن عبد الحق - قَرَّر في تدبير مملكته الحاجبَ عبد الله بنَ الطريفي فأَوقع بينه وبين أَبي فارس صاحب إفريقية، وجهز محمد بن أبي يحيى زكريا بالعسكر ليحاصر تونس، فمازال أَبو فارس ينصب له أشراك المكائد حتى أَوقعه وهزمه ومزّق عسكره، فلمّا تمكْن من ذلك كاتب ابنَ الأَحمر بأَن يفرج عن محمد بن عبد العزيز بن أَبي سالم - وكان معتقَلًا عنده مع جماعة من ذرّية بني مرين ممن يرشح للملك - فأَفرَج عنه وسلطنه في أَوّل شعبان منها وجهزه، فاجتاز البحر حتى نازل فاس في خامس ذي الحجة، فخرج عليه (٣) عبد الله بن الطريفي لقتاله فكبابه فرسه فقَبض عليه محمد وأَمر به فأُحرِق، واستمرّ في حصار فاس؛ وكان ما سنذكره في التي بعدها إن شاءَ الله تعالى.

* * *


(١) في ك "الحسباني".
(٢) أمام هذا الخبر في هامش هـ بخط غير خط الناسخ "قلت استمر المجادلي المذكور على النميمة والغيبة وانطلاق اللسان بكل موبقة إلى أن مات في حدود سنة أربعين وثمانمائة، وكان قبيح القول والفعل والشكل، وتقدمت له محنة أخرى في سنة عشر بحضرة نوروز وذلك. . . . . ." ثم كلمات غير مقروءة.
(٣) ساقطة من ك.