للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي ثانى عشري رمضان استقر تاج الدين عبد الوهاب بن نصر الله في نظر الكسوة ووكالة بيت المال بعد موت الطويل.

وفي سابعه استقرّ شهاب الدين بن الكشك في قضاء الحنفيّة بدمشق، ونجمُ الدين بن حجّي في قضاء الشافعية بطرابلس.

وفي رمضان أَوقع قرقماس بالتركمان ونهب منهم غنمًا كثيرًا وجمالًا ومالًا، فوافاه كتاب الناصر يأْمره بالوصول إليه، فوصل وأَهدى له مما كسبه من التركمان أَربعة آلاف رأْس غنم.

وفي شوّال قَبض الناصر على جانبك القرمي فضربه ضربًا مبرحًا وسجنه بالقلعة.

* * *

وفي ذي القعدة قدم الأُستادار تاج الدين بن الهيصم والوزير سعد الدين بن البشيري إلى القاهرة لتحصيل الأَموال، فأَظهر الأُستادار مرسوم الناصر بقبض تِرَك الموتى جميعها من ذوي الأَموال مطلقًا: سواءٌ من كان له وارثٌ أو مَن لم يكن، فعظمت المصيبة وكثرت الشناعة، وبالغ في استرجاع الميراث ممن أَخذه بحقّ: مِن ولدٍ وأَخٍ وزوجٍ وزوجةٍ وغير ذلك، فشاع بين الناس أَن الناصر أَمر بتغيير حكم الله.

* * *

وفي هذه السنة كان في أَول العام وباءٌ ببلاد فلسطين وحوران وعجلون ونابلس وطرابلس فمات خلق كثير جدًّا، ثم كان في آخرها الطاعون بدمشق ونواحيها.

وفيها ارتفعت (١) الأسعار بالقاهرة وبلغ القمح مائة وثلاثين، والشعيرُ ثمانين، والذهب مع ذلك غالٍ جدًّا، بلغ الإفرنجيّ مائتي درهم والهرجة مائتين وعشرين.

* * *

وفيها جدّد مرجان الهندي - خزندار شيخ - الجامع بحكر السماق ورتَّب في إمامته شهاب


(١) في هـ "تناقصت".