وفيها انحطَّ سعر الغلال بعد سفر الناصر إلى الشام حتى وصل الشعير من مائةٍ وخمسين إلى ستين، وقِسْ على ذلك.
* * *
وفي هذه السنة كثرت الفتن بجبال نابلس بين ابن عبد الساتر وابن عمه عبد القادر شَيْخَيْ العشير، وعظم البلاءُ بحيث أَن الدّرب انقطع من السالك.
وفي جمادى الأُولى استقرّ محمد التركماني في نيابة الكرك.
وفيه توجّه عثمان بن طرغلي المعروف بقرايلك إلى أَرزنكان وأحرق ديارها وجلا أَهلها معه إلى بلاده.
وفيه اقتتل سلمان بن أَبي يزيد مع أَخيه موسى وهزمه وحصره بأَفلاق، وآل الأَمر إلى استيلاء موسى على مملكة أَخيه، ومات أَخوه في هذا العام.
ووقع بين ابن قرمان وبين ابن كريمان قتال، وكثرت الفتن بين التركمان واستعرّت البلاد نارا، ولله الأَمر.
* * *
وفي جمادى الآخرة وصل الفرنج الذين استأْذنوا الناصر - في العام الماضي لما دخل القدس - أَن يُجدّدوا عمارة بيت لحم، فوصلوا في هذا العام إلى يافا ومعهم عَجَلٌ وصنَّاع وأَخشاب، فأَخرجوا المرسوم واستدعوا الصّناع للعمل بالأُجرة، فأَتاهم عدة وشرعوا في إزاحة ما في طريقهم من الأَوعار ووسعوا الطريق بحيث يسع عشرة أَفراس ولم تكن تَسَعُ غير فارس، وأَحضروا معهم دُهنًا إذا وضعوه على الصخرة سهل قطعها، فلما رجع الناصر إلى دمشق عرّفه نصحاؤه بسوءِ الفالة في ذلك، فكتب إلى أَرغون كاشف الرملة بمنعهم من ذلك والقبض عليهم وعلى مَن معهم من الصّناع والآلات والسلاح والجمال والدّهن، فختم على مخازنهم وحملهم وما معهم إلى القاهرة.