للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فَيْرُوز الركني الرومي] وتمام ثمانية عشر (١) نفسا، ومنهم تاني بك الجقمقى نائب القلعة، وسفّروهم إلى الإسكندرية، وأنْزِلوا صبيحة يوم السبت في القيود إلى شاطئ النيل فأنْزلوا في المراكب حيث أمر بهم إلى الاسكندرية.

واستقر تُمرْباي نائب الاسكندرية وسافر على البرّ، وتانى بك في نيابة القلعة كما كان أولًا، ووكل بالزمام وبالخزندار ثم أفْرِج عنهما.

وفى تاسع (٢) عشرة جمع [جقمق] الخليفة والقضاة والأمراء، فلما اجتمعوا بالقاعة داخل الإسطبل عند الأمير نظام الملك قال (٣) الأمير قرقماس [الشعباني الناصري المعروف بأهرام ضاغ] للجماعة إنّ جماعة الأمراء اجتمع رأيهم على تقرير الأمير النظام في السلطنة لعجْز الملك العزيز عن ترتيب المملكة ويترتب على ذلك الفساد الذي لاخفاء به.

فأجابه الخليفة: "إنني أعلم هذا، وأشهدكم أننى خلعْت الملك العزيز من السلطنة وصيَّرْتُ الأمير الكبير جقمق في السلطنة"، وبايعه في الحال واُلبِسَ الخلعة وصعد إلى القصر وجلس على الكرسى وبايعه (٤) الأمراء، وحمل الأمير قرقماس القبة وخلع عليه على العادة.

وقدّم للخليفة الفرس والخلعة فلبس وركب ورجع إلى منزله، ثم صعد القضاة فسلّموا على السلطان وقرّرهم في وظائفهم، وتوجّه كل إلى بيته.

وكان ما سنذكره.

* * *

وفي صبيحة يوم الأربعاء (٥) المذكور أمطرت السماء مطرًا خفيفًا، وكان النيل بلغ تسعة عشر إصبعا من تسعة عشر ذراعًا، فلما كان عند الثلث الأخير من ليلة السبت الثاني


(١) وردت أسماؤهم جميعا في المرجع السابق.
(٢) في هامش هـ بخط البقاعي: "وهو يوم الأربعاء وجمعهم في بكرته".
(٣) الوارد في النجوم الزاهرة ١٥/ ٢٥٦ أن قرقماس قال: "السلطان صغير والاحوال ضائعة لعدم اجتماع الكلمة في واحد بعينه ولابد من سلطان ينظر في مصالح المسلمين وينفرد بالكلمة ولم يكن يصلح لهذا الامر سوى الامير جقمق هذا، فقال جقمق: "هذا لايتم إلا برضاء الأمراء والجماعة"، فصاح الجميع: "نحن راضون بالأمير الكبير".
(٤) الضمير هنا عائد على جقمق ولذلك جاء في هامش هـ بخط الناسخ "الملك الظاهر أبو سعيد جقمق".
(٥) أي التاسع عشر من ربيع الأول وهو عاشر سبتمبر ١٤٣٨ م.