للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والعشرين من ربيع الأول وهو السادس عشر من توت توقف، ونقص في يوم الجمعة نقصًا فاحشًا وأمطرت السّماء برعْد وبرْق وظهر النقص ظهورًا بينًا.

* * *

وفي يوم الخميس خُلِع على الدويدار الكبير [أركماس الظاهري] (١) على عادته وكذا إينال الدويدار الثاني وهو الذي يباشر الأمر الكبير.

واستقرّ تغرى بردى البكْلمشى فى الحجوبية الكبرى بدل يشبك [السودونى]، واستقرّ يشبك أمير سلاح (٢) بدل أقبغا التمْرَازي، واستقرّ أقبغَا التمرازي أمير مجلسٍ بدل قَرْقمَاس [الشعباني]، واستقرّ قَرْقمَاس أتابك العساكر، وأنْعم على قَرْقمَاس بتقدمة زائدة على التقدمة المتعلقة بالأتابكية، وأذن له فى الحكم بين الناس، وصار على بابه رأس نوبة ونقباء، وتعاظم وتشاهَمَ إلى الغاية القصوى.

واستقرّ تمراز [القرمشي] أمير آخور واستقرّ بدله رأسَ نوبة قَراقجا الحسنى، وخلع على الجميع، ووُكِّلَ بالزمام جَوْهَر [الجلباني الحبشي] وسجن بالبرج، واستقرّ عوضه فيروز [الجاركسي الرومي] الذي كان ساقيًا وغضب عليه الأشرف، ثم خُلع على جوهر الخزندار على عادته.

* * *

وصَعَدتْ ليلة الجمعة مُغْل (٣) بنت البارزي -زوج السلطان- من بيتهم بالخرّاطين إلى القلعة في محفّةٍ عند غروب الشمس، وَحَوْلها المشاعل والشموع، ونحو من خمسين من الطواشية، وجمع كثير من النساء على الحمير، واستقرتْ خوندَ الكبرى.

وأسْكِن الملك العزيز بالقاعة البَرْبرِيّة ووكل به نحو خمسين نفسًا، فلما كان بعد أيام فُّرج عنه واستقرّ داخل الأدُر، وقرر له ما يكفيه، ثم أفرج عن جوهر الزمّام ونزل إلى بيْته وهو ضعيف، وشرع في بيع موجوده ليوفي مالَ المصادرة.


(١) اضيف مابين الحاصرتين للايضاح.
(٢) في "ز" والنجوم الزاهرة ١٥/ ٢٦٢ "أمير مجلس".
(٣) هي مغل بنت محمد بن محمد بن عثمان بن البارزي المولودة سنة ٨٠٣، وقد تزوجها العلم داود بن الكويز رغم إرادة أبيها وانصياعا لأمر المؤيد شيخ ثم تزوجها السلطان جقمق وكانت وفاتها سنة ٨٧٦. انظر الضوء اللامع ١٢، ص ١٢٦ - ١٢٧، ترجمة رقم ٦٦٦، ٧٧٦ وابن الصيرفي: أنباء الهصر (تحقيق حسن حبشي) ج ٤، ص ٤٦٤ - ٤٦٧.