للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي ليلة الجمعة الثامن والعشرين منه عُمل المولد النّبوي، وحضر الأمراء والأعيان والقُراء على العادة.

* * *

وفيه ثَقُل سمع القاضي موفق الدين الناشري قاضي الأقضية بزبيد من بلاد اليمن، وضعفت قوته، فقرر الظاهرُ صاحبها (١) عوضَه (٢) ولدَ أخيه أبا المظفر محمد ابن الفقيه العالم شهاب الدين أحمد بن محمد الناشري وهو (٣) الآن كبير البيت وعمه فى الأحياء وهو المشار إليه في الفقه، وقد قارب التسعين فإنّ مولده سنة ٧٥٤.

* * *

شهر ربيع الآخر: استهلّ بيوم الأحد.

في يوم الثلاثاء خُلع على القاضي محبّ الدين بن الأشقر الذي ولي كتابة السر بنظر المارستان عوضًا عن ابن مفلح بحكم وفاته.

وفي يوم الأربعاء رابعه ثار جماعة من الجند (٤) وطلبوا زيادةً في النفقة الشهرية فلم يُلْتَفت إليهم، فاجتمعوا إلى قرقماس [الشعباني] فمازالوا به حتى ركب معهم، ولم يركب معه من الأمراء إلّا القليل (٥)، وصعد معظم الأمراء والجند إلى القلعة، ووقع بينهم الترامى بالنشاب، وقُتل جماعة من الفريقين.

وفي آخر النهار انهزم قرقماس ومَن معه، فنُهب بيته (٦)، ونودى لمن أحضره بإمرة


(١) أي صاحب زبيد وهو الظاهر يحي بن إسماعيل بن العباس الرسولي - وقد توفي في آخر سنة ٨٤٢ كما جاء في غاية الأماني في أخبار القطر اليماني، "تحقيق سعيد عاشور" ٢/ ٢٧٨.
(٢) أي عوضا عن موفق الدين الناشري.
(٣) المقصود به الموفق علي بن أبي بكر بن علي بن محمد بن أبى بكر الناشري الشافعي، وكان مولده بزبيد سنة ٧٥٤، وعمر حتى قارب التسعين عاما إذ كانت وفاته سنة ٨٤٤ في تعز. انظر الضوء اللامع ٥/ ٦٨٢، هذا ولم يترجم له ابن حجر في هذه السنة في أنبائه.
(٤) نعتهم أبو المحاسن بالمماليك المرشحين للأمارة. راجع عنهم النجوم الزاهرة ١٤/ ١٩٩، ٣٢٧، جـ ١/ ١٩ وانظر أيضا. Ayalon: The Structure of the Mamlook Army (B.S.O.A.S) ١٩٥٢
(٥) كان ممن ركب معه يومذاك ازبك السيفي قانى باى نائب الشام المعروف بازبك خجا، والأمير الأشرفي المعروف برأس نوبة سيدي، أما قراجا الأشرفي ومغلباى الجقمقي فواعداه بالملاقاة في الرميلة ووفيا بوعدهما ولكنهما مالبثا أن خذلاه انظر النجوم الزاهرة ١٥/ ٢٦٦.
(٦) كان بيته بالقرب من المدابغ خارج باب زويلة. انظر النجوم الزاهرة ٧/ ٤٠.