للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وخلعة، ورَجع جماعة (١) ممن كان معه إلى الطّاعة قبل الهزيمة، وكان السلطان عزل والي الشرطة، وولّى علي بن الطبلاوي، فجمع له الزّعر، فبالغوا في القتال جماعةِ السّلطان إلى أن تمت الهزيمة، وفرّق السلطان فيهم جملةً من الذهب والفضة رماها من أعْلَى المكان، فتناهبوها وجَدُّوا في القتال، ولم (٢) يكن في القلعة إلّا اليسير من الجند.

ثم بعد مدة جاء الأمراء المقدّمون ومن انضمّ معهم فزحفوا إلى أن وقفوا تحت القلعة فقوي أمر السلطان بهم قليلًا، ثم بعد ذلك تزايدت قوّته وضعف أمر قرقماس وأتباعه إلى أن اضمحلّ وهُزم وسكنت الفتنة.

وفي صبيحة يوم الخمس (٣) قُبض علَى قرقماس، وأرسل إلى الإسكندريّة، وتُتُبع جماعةٌ ممْن كانوا معه، فسُجن بعض ونُفُي بعض.

وفي التاسع منه قرئ تقليد السلطان بالقصر، وجرى كلام يتعلّق بالقضاة فقال الشافعي: "عزلتُ نفسي"، فقال له السلطان: "أَعَدْتُك! " فقبل، وخُلع عليه وعلى رفقته، ورسم بإعادة الأوقاف التي خرجت عن الشافعي، وهى: وقف قراقوش في ولاية العراقي، ووقف بيبغا التركماني في ولاية البُلْقيني، ووقْفُ الأسْرَى في ولايته، فأُعيدت بتوقيع جديد.

* * *

وفي السابع عشر منه استقرّ القاضي كمال الدين البارزي في كتابة (٤) السرّ بالقاهرة عوضًا عن الصاحب بدر الدين بن نصر الله، واستقرّ برهان (٥) الدين الباعوني في قضاء الشافعية بدمشق عوضًا عن القاضي كمال الدين، ثم ورد الخبر في أوائل جمادى الأولى بأن


(١) هذا من خلق هذه الجماعة.
(٢) من هنا حتى قوله "سكنت الفتنة" س ٧ غير وارد في هـ.
(٣) "الجمعة" في النجوم الزاهرة ١٥/ ٢٧٣.
(٤) كانت هذه هى ولايته الثالثة لكتابة السر. وقد صاهر السلطان في هذه المرة.
(٥) أمام هذا الخبر في هامش هـ بخط البقاعي، "حدثني الشيخ برهان الدين إبراهيم بن قاضي القضاه شهاب الدين أحمد الباعوني المذكور قال: مما استحسنته من كلام شمس الدين محمد البصروي النحوي قوله: رؤية الشيخ علاء الدين محمد البخاري تذكر بالأنبياء. قال الشيخ برهان الدين: ولقد صدق لعمري في ذلك .. وكان لي من الشيخ علاء الدين حظ وافر واتفق أني اجتمعت به يوما فطال الكلام بيننا فكان مما قاله لي: ياشيخ برهان الدين إن سئلت بولاية القضاء فلا تقبل، فالموت خير من ذلك، قال: ولم يجر في ذلك المجلس ذكر للقضاء ولا إشارة إليه فعجبت من ذلك، فلما ولي الظاهر جقمق السلطنة سنة اثنتين واربعين وثمانمائة طلب صهره الكمال البارزي وكان قاضي الشافعية بدمشق فأشار عليه بالشيخ برهان الدين فولاه، فلما وصلت الخلعة والمرسوم صادف أن نائب الشام إينال اليشبكي كان في المزة متوجها إلى =