للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقطع له آلةً بطريق الهندسة بحيث تُطْلِع الماء من النهر في دلويْن - يديرهما شخصان - من نحاس فيجرى الماء إلى الطارمة بالقلعة من غير علاج بهيمة ولا حامل يُصْعد الدّلو فيصب في الإناء الذي أُعدّ له وينزل الآخر كذلك.

* * *

وأَظهر نوروز في إمرته هذه بدمشق من العدل ما لا يوصف حتى توفّرت الدواعي من الواردين على حكاية ذلك، حتى إن المؤيد كان أَرسل إلى القدس أَميرين وهما جانبك الصوفى وإينال الرجبي في عسكر فخرج نائب القدس وظفر بإينال وفرّ جانى بك إلى صفد، وأَرسل نائب القدس إينال إلى نوروز، فلما وصل إليه أَكرمه وخلع عليه وأَعطاه واستقرّ عنده (١).

* * *

وفيها مات شاهين الحسنى، وكان تقدّم في دولة الناصر وحجَّ بالناس، وولى نظر البيبرسيّة وغيرها.

وفيها مات على بن مبارك بن رميثة الحسنى، وكان عُيِّن لإمرة مكة - عند غَضَب النَّاصر على حسن بن عجلان سنة اثنتي (٢) عشرة - ولم يتم أمره.

* * *


(١) أمامها في هامش هـ: "تقدم أنه بصق في وجهه، و [إن] قيل المراد أنه أكرمه وخلع عليه بعد ما بصق في وجهه وأطلقه فلا غبار فيه" انظر ما سبق، ص ٥١٧ س ١٧ - ١٨.
(٢) في ك "إحدى عشرة".