للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كلّ ويبة دينارين، ونوى التمر - واسمه العضا - دينارًا، وكل ثلاثة أَرطالِ بقسماط بدينار.

* * *

وفيها غلا سعر الفلفل جدا، ووصل الفرنج على العادة فأَبى تجار المسلمين أَن يبيعوه لهم إلَّا بسعر مائتين وأَربعين، فوصّلوهم إلى مائتين وعشرين فامتنعوا ورجعوا فلم يشتروا شيئًا، وذلك في سنة خمس عشرة، ودخلت سنة ستّ عشرة والأَمر على ذلك؛ وكان المسلطان المؤيد جهَّز مع شيخ على الكيلاني - أَحد التجار - بخمسة آلاف دينار ليشترى له بها من الفلفل يقصد التجارة، فاتفق أَن صاحب اليمن أَرسل إلى مكة جملةً مستكثرة من الفلفل وأَمر قاصده أَن يعتمد على ما يشير به شيخُ علي، فقطع سعره بخمسة وعشرين: كل مائة منّ، فأخذ منه بالخمسة آلاف - التي هي للسلطان - بهذا السّعر فأَتى على أكثره، وباع القاصد بقيّة ما معه على التجار بسعر خمسة وثلاثين.

ولما وصل الذي اشتُرِىَ للسلطان بيع بإثنى عشر أَلف دينار فعظُمَ قدْر شيخ عليّ عنده جدا.

وفي آخرها غلا الكتَّان جدا، وغلا بسبب ذلك القماش المعمول من الكتَّان، وتبعه جمْع الأَقمشة القطنية.

* * *

وفيها اشتد البلاءُ على أَهل فاس (١) باستمرار حصار السّعيد إياها إلى أَن قُدِّرَت هزيمته أَيضا في شعبان، ثم عاد في شوال فخرجوا إليه فقاتلوه فكبّا به فرسه فأُخِذ وقُتل. وفى أثناء ذلك وقع الفساد في تلك البلاد واستولى المفسدون وقُطِعت الطرقات، ومات بفاس من الناس مَن لا يُحصى عدده جوعًا، ثم أَعقبه الوباء حتى كان يرى الدُّوَّار ليس فيه أَحد حيّ.

* * *

ومن النوادر أَن قلعة دمشق لما كملت عمارتها على يد نوروز حضر عنده شخص أَعجمي


(١) في هامش ث: "حصار السعيد مدينة فاس".