للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه مات طوغان نائبُ قلعة الروم فغلب عليها دمرداش، ثم وصل إليه تقليد نيابة حلب فسار إليها واستقرّ في تاسع ذى الحجة وخَطب باسم المؤيّد بها؛ وكان أَهل حلب قد ركبوا على يشبك بن أَزدمر وأَخرجوه منها بسبب كثرة ظلمه لهم وأَخْذِ أَموالهم بغير تأْويل، فلما خرج إلى البرِّ يتنزَّه أغلقوا في وجهه أَبواب البلد فوقعت بينهم حروب فكسروه فرجع إلى دمشق مستنصرًا بنوروز.

وأَرسل أَهل حلب إلى دمرداش - وكان مقيما بقلعة الروم من حين هرب من دمشق والناصرُ في الحصار - فأَمّروه عليهم، وثار أَهل طرابلس بأّصحاب طوخ - وكان مقيما بحماة - فقتلوا أُستاداره وولده، وأَخرجوا الحاجب بعد ما خرج. وأَرسل نوروز من استولى على غزَّة، وهربَ نائبها فلجأَ إلى العرب فأَقام عندهم.

وفى الثالث من ذى الحجة قَرَّر المؤيد قرقماس (١) ابن أَخي دمرداش في نيابة الشام وأَمره بقتال نوروز فوصل إلى الرملة ثم رجع بغير قتال.

وكان نوروز قد راسل المؤيّد فسأَله أَن يستمر على نيابة الشام وأَن يستبد بها فلم يجب سؤاله وعرف أَنها مكيدة.

وفي الثالث من ذى الحجة استقر (٢) شرف الدين بن التبانى - بعد أَن وصل من الرسلية لنوروز - في تدريس الشيخونية ومشيختها عوضا عن ابن العديم، وكان ابن العديم حجَّ واستخلفَ في التدريس الشيخَ سراج الدين قارئ الهداية، وفى المشيخة شهابَ الدين بن شقري.

وفى أَواخر ذى الحجة صُرف ابن العجميّ من الحسبة وأُلزِم بمال يحمله، واستقر محمد بن شعبان على بذل خمسمائة دينار دفعةً واحدة معجّلة: في كل شهر مائة دينار.

* * *

وكان سعر الغلال في هذه السنة رخيصا بمصر جدًّا، غاليا بمكة جدا، حتى بلغ الشعير


(١) في هامش ث: "ولاية قرقماس في الشام".
(٢) في هامش ث "ولاية شرف الدين بن التبانى في مشيخة الشيخونية".