شاطئ النيل ثم رجعا، وبنى شيخ له زاوية، وكان يتردد إلى بيروت للمرابطة، وله بها زاوية فيها سلاح كثير، وكلمته نافذة عند الفرنج، ويكتب إليهم بسبب المسلمين فيقبلون ما يكتب به، وحصل له في آخر عمره ضعف في بدنه وثقل سمعه؛ ومات ليلة عيد الفطر ودفن صبيحتها، وكانت جنازته مشهودة، وصلينا عليه بحلب صلاة الغائب.
منكلى بغا الحاجب وهو من مماليك الظاهر، اشتغل كثيراً، وكتب الخط الحسن، وولي حسبة القاهرة في دولة المؤيد، وأرسله الناصر فرج إلى اللنك، وكان يذاكر بشئ من الفقه؛ مات - في ليلة الخميس - في حادى عشر ربيع الأول.
يوسف جمال الدين بن صاروجا بن عبد الله، المعروف بالحجازي، تنقلت به الأحوال في الخدم، وعمل أستادارا، وتقدم في أواخر دولة الناصر عند الدويدار طوغان، وكان زوج ابنته ويدعوه: أبي، وكثر ذلك حتى صار يقال له: أبو طوغان، وكان عارفاً بالأمور.