للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قبل طلوع الشمس فوصل إلى العريش بعد العشاء وهي ثلاثة برد: الواردة (١) ثم بردويل (٢) فبات بالعريش ليلة الأحد ورحل في الثالثة إلى الخرّوبة ثم الزَّعْقَة قبل المغرب، ثم رَحَل بعد نصف الليل أول يوم من شعبان فاجتاز على رفح ثم خان يونس، ثم نزل خارج غزة ثم دخلها وقت العصر سلخ رجب فدخلها في موكب عظيمٍ فبات خارجها إلى جهة الشام، وسلّمنا على السلطان يوم الثلاثاء وهنّيناه بالسلامة وبالشهر، وكان ثَبَتَ عندهم يوم الاثنين، وحَصَلَ من الجند في زَرْعِ الناس فسادٌ كبير، وأقام بها إلى ليلة الخميس فرحل فوصل إلى المجدل (٣) بعد طلوع الشمس ونزل بموضع يقال له السّكّرية، ووقع في تلك الليلة برد شديدٌ عند السحر أشدّ من الشتاء المعتاد بعد أن كان في النهار شديدًا إلى الغاية؛ ورحل بعد المغرب على طريق العَوْجَاء ولم يدخل، الرَّمْلة، واجتاز ببازور ورحل قبل طلوع الشمس يوم السبت إلى قاقون (٤)، وهى منزلةٌ (٥) نزهةٌ لكثرة الخضرة والنضارة، فترك بعد العصر إلى اللّجون وهى منزلةٌ وعرة إلى الغاية فنزل بعد الظهر، ورحل يوم الإثنين أول النهار فنزل بيسان وهى طريق وعرة بعد المغرب، ورحل قبل الفجر إلى جسر المجامع، وحَصل فيه لهم وحلةٌ عظيمةٌ عند القنطرتين، وهناك النَّهر من بحيرة طبريّة فوصل إلى الكرى آخر النهار ليلة العاشر.


(١) الواردة من البلاد المندرسة وهى منزل في طريق مصر من الشام فى وسط الرمل والماء والملح، وهي في إقليم سيناء أنظر أيضا المرحوم محمد رمزى فى النجوم الزاهرة (ط. القاهرة) ٧/ ١٣ حاشية رقم ١ حيث ذكر أنه تبين له أن مكانها اليوم يعرف باسم "المزار" على بعد ١١٠ كم شرق القنطرة الشرقية، أما الخروبة فهي محطة للبريد بين مصر وغزة، وفى خط سعاة البريد بين العريس ورفح، انظر القاموس الجغرافي، ق ١ ص ١٢٤ - ١٢٥، ٥٣،، أما الزعقة فهي الأخرى من البلاد المندرسة، كما أنها محطة بريد بين العريش ورفح، ص ٦٦.
(٢) فيما يتعلق بسبخة بردويل راجع الانتصار لابن دقاق.
(٣) وردت في كتاب ٤٩٦. Le Strange : Palestine Under the Moslems، p نقلا عن أبي الفداء أنها في الطريق بين بعلبك ووادي التيم، ثم ذكر أن المقدسي يسمها "بمجدل سلم"، ويعتمد مرة أخرى على أبي الفداء في أنها قريبة من "عين الحبر" التي عرفها مراصد الاطلاع ٢/ ٩٧٧ بأنها بين بعلبك ودمشق، ويبدو أن "المجدل" هذه غير ما يراد بها في المتن.
(٤) عرفها معجم البلدان ومراصد الاطلاع ٣/ ١٠٥٩ بأنها حصن بفلسطين قرب الرملة وأنها من عمل قيسارية من ساحل الشام، ونقل هذا التعريف عنهما لسترانج في ٤٧٥. Palestine under the Moslems، p وأضاف أنها هي التي عرفها الصليبيون باسم Caco أو Cohaco و Quaquo
(٥) في هامش هـ بخط البقاعي: "المنزلة النزهة هي التي سماها السكرية من جهة طواحين العوجاء لاقاقون، واللجون غير وعرة، إنما الوعر الطريق إليها من وادي عارا فلو قال "مرحلة" لاستقام.