للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى ربيع الأوّل استقر محيي الدين يحيى بن حسن بن عبد الواسع الحَيْحَاني (١) المالكي في قضاء دمشق عوضًا عن الشهاب الأموى بحكم وفاته.

وفى ثانى عشر شهر رجب أُدير المحملُ المكىُّ بغير زينةٍ ولا سوْق الرّماحة ولا رَمْيِ النفط، ولم يصل المحمل إلى مصر على العادة (٢) بل رجعوا من الصليبة.

وفيها حجّ صاحبُ التَّكرور في جمع كبير، ولمَّا رجع من الحج وسار إلى الطور ليركب البحر مات ودُفن بالطور.

وفي رجب كانت كائنة القاضي سراج الدين الحمصي بطرابلس مع الشيخ شمس الدين ابن زُهْرة شيخ الشافعية بطرابلس، وذلك أنه بلغه ما وقع بين علاء الدين البخاري والحنابلة فى أمر الشيخ تقى الدين بن تيمية، وأن الشيخ علاء الدين البخاري أفتى بأن ابن تيمية كافِرٌ وأن من سماه "شيخ الإسلام" يكفر، فاستفتى عليه بعض من يميل لابن تيميّة من المصريين فاتَّفقوا على تخطئته في ذلك وكتبوا خطوطهم، فبلغ ذلك الحمصي فنظم قصيدةً تزيد على مائة بيت بوفاق المصريين.

وفيها أن من كَفَّرَ ابنَ تيمية هو الذي يكفر، فبلغ ذلك ابن زهرة فقام عليه، فقال: "كفر القاضي"، فقام أهل طرابلس على القاضى وأكثرهم يحب ابن زهرة ويتعصّب له، ففر الحمصي إلى بعلبك، وكاتَبَ أهل الدولة فأرسلوا إليه مرسومًا بالكف عنه واستمراره على حاله، فسكن الأمر.

* * *

وفي صفر استقر في نيابة البحيرة حسن (٣) بَاكْ بن سالم الدّكْرِى أحد أُمراء التركمان وخُلع عليه، وأمر له بمائة قرقل ومائة قوس ومائة تركاش وثلاثين فرسا.


(١) وردت في هـ "الحيحائى" وفى هامشها بخط البقاعي: "الحيحى المغربى"، وضبطها بسكون الياء وكسر الحاء الثانية.
(٢) تفسير ذلك عند أبي المحاسن في النجوم الزاهرة ٦/ ٦٨٨ أنه بسبب اشتغال الرماحة بالتجهيز السفر صحبة السلطان، أما ابن الصير في فقد اكتفى فى نزهة النفوس، ورقة ٤٧ ا ب، بما أورده ابن حجر في المتن دون الإشارة إلى السبب.
(٣) كان حسن بك هذا ابن أخت قرايلك، ويلاحظ أن النجوم الزاهرة ٦/ ٦٨٢ س ٧ - ١٠ نقلت هذا الخبر عن ابن حجر.