للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٣ - أَحمد بن إبراهيم بن سليمان العكّاري ثم الطرابلسي المعروف بابن العلم، نسبةً إلى جدّه علم الدين سليمان، تفقَّه ببلده ثم دخل دمشق واشتغل على الحسباني، ورحل مع الياسوفى إلى حلب فسمع بها في سنة سبعين على الكمال بن النحاس والكمال بن حبيب وأَحمد بن قطلوبغا وغيرهم، وولى قضاءَ عكار (١)؛ وكانت لدية فضيلةٌ ويَتكسّب من الشهادة، ثم دخل مصر وقرأَ على البلقيني، قال القاضي علاء الدين: "اجتمعْتُ به بطرابلس وكان فاضلا". مات في صفر هذه السنة بطرابلس.

٤ - أَحمد بن طوفان بن عبد الله الشيخونى المعروف بدويدار النائب، مات أَبوه وهو صغير فربّاه سودون النَّائب فباشر الدويداريّة عنده وأَثْرى، وكان يحبّ أهْل الخير والصلاح، ثم ترامى على أَهلِ الحديث واختُصّ بهم، ولازم مطالَعةَ أَهل الظاهر واشتُهِر بذلك حتى صار مأْوًى لمن يُنْسَب إلى ذلك، وكان يتعافى العمل بما يقتضيه قول أَهل الطب فيما يتعلَّق بالغداء والعشاء، فيكثر الحمية في زمن الصحة ولا يأْكل إلَّا بالميزان، فلا يأْكل مُعتَلًّا. مات في جمادى الأولى بالإسكندرية، والله يرحمه.

٥ - أَحمد بن عبد الله المعروف بالشيخ حُطَيْبَة - بمهملتين مصغَّرا - الدمياطي، أَحدُ المجذوبين الذين يَعتقد فيهم العامّةُ الولاية، قبل إنه كان متزوّجًا فأَحبّ المرأَة فبلغه أَنها اتّصلت بغيره فحصل له من ذلك طرف خبالٍ، ثم تزايَدَ إلى أَن اختلّ عقله ونزع ثبابه وصار عريانًا، وله في حالته هذه أَشعار، منها مواليا:

سِرِّى فَضَحْني … وانتِ سِرّكْ قَدْ صُنْتْ

قَصْدِي رِضاكي … وانتي تُطْلِبي لي العنت

ذَلّيتْ من بعد عِزّى … في الهوى وهُنْتْ

يا ليت في الخلقِ … لا كُنْتي ولا أَنَا كُنْتْ

مات في أَول المحرم. نقلت ترجمته من خط الشيخ تقيّ الدين المقريزي.


(١) Cf. Le Strange : Palestine under Moslems، pp. ٨٠، ٣٩٠