للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتولى عثمان، فحدثت أسباب الفتنة في آخر خلافته، حتى قتل وانفتح باب الفتنة إلى يوم القيامة، وحدث بسبب ذلك فتنة الجمل وصفين، ولا يقاس رجالهما بأحد؛ فإنهم أفضل مِن كلِّ مَنْ بَعدَهم.

وكذلك فتنة الحرة وفتنة ابن الأشعث، كان فيها من خيار التابعين من لا يقاس بهم من بعدهم، وليس في وقوع هذه الفتن في تلك الأعصار ما يوجب أنّ أهل ذلك العصر كانوا شرّاً من غيرهم، بل فتنة كل زمان بحسب رجاله.

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «خير القرون القرن الذي بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم» (١) .

وفتن ما بعد ذلك الزمان بحسب أهله. وقد رُوي أنه قال: «كما تكونوا يُولّى عليكم» (٢) . وفي أثر آخر يقول الله -تعالى-: «أنا الله -عز وجل- ملك الملوك، قلوب الملوك ونواصيهم بيدي، من أطاعني جعلتهم عليه رحمة، ومن عصاني جعلتهم عليه نقمة، فلا تشتغلوا بسب الملوك، وأطيعوني أعطف قلوبهم عليكم» (٣) .


(١) أخرجه البخاري (٢٦٥١، ٣٦٥٠، ٦٤٢٨، ٦٦٩٥) ، ومسلم (٢٥٣٥) من حديث عمران بن حصين.
(٢) الحديث لم يثبت، انظر «السلسلة الضعيفة» (رقم ٣٢٠) .
(٣) أخرجه تمام في «فوائده» (٣/١٠٩-١١٠ رقم ٩١٢ - ترتيبه «الروض البسام» ) ، والطبراني في «الأوسط» (٩/٩ رقم ٨٩٦٢ - الحرمين) -وعنه أبو نعيم في «الحلية» (٢/٣٨٩) ، وابن حبان في «المجروحين» (٣/٧٦) ، وابن طولون في «الأربعين في فضل الرحمة والراحمين» (٥٥-٥٦ رقم ٢١) من طريق وهب بن راشد، عن مالك بن دينار، عن خلاس بن عمرو، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قال الله -تعالى- به.
وإسناده ضعيف جدّاً، فيه وهب بن راشد.

قال الطبراني: «لم يروه عن مالك بن دينار إلا وهب» .
وقال أبو نعيم: «غريب من حديث مالك مرفوعاً، تفرد به علي بن معبد عن وهب بن راشد» . =

<<  <  ج: ص:  >  >>