للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقلت: من أنت؟ فقال: أنا نوف، فقلت: يرحمك الله، ألا أخبرتني حتى أسامرك وأذاكرك وأحمل عنك! فقال: من أنت؟ فقلت: من أهل البصرة، فقال: هل إلى جنبكم جبل يقال له سَنِير؟ فقلت: سنام، فقال: هو هو، فقال: هل إلى جنبكم نهر يقال له الصَّفِي؟ فقلت: صفوان، فقال: هو هو، أما إنهما يسيران (أي: يكونان) مع الدجال طعاماً وشراباً، وهو جبل ملعون، وهو أول جبل وُضع في الأرض.

ثم ينزل عيسى -عليه السلام-، فيمكث في الأرض أربعين صباحاً، اليوم كالساعة، والشهر كالجمعة، والجمعة كاليوم.

وأخرجه نعيم بن حماد في «الفتن» (١٥٦٩ - ط. الزهيري، ورقم ١٥٦٢ - ط. التوفيقية) : حدثنا عبد الصمد، عن حماد، به مختصراً.

وإسناده حسن، أبو غالب اسمه حَزَوَّر، تابعي شامي، صاحب أبي أمامة صُدَيّ بن عجلان، وأما نوف فهو البكالي الحميدي، من أهل دمشق، وهو ابن امرأة كعب الأحبار، كان عالماً، ويروي كثيراً من الإسرائيليات (١) .

و (جبل سنير) أو (سنام) هو جبل مشرف على البصرة، إلى جانبه ماء، ويقال: إنه أول ماء يرده الدجال من مياه العرب (٢) ، ويسمى اليوم (جبل


= «معجم الصحابة» (٣/٢٥٤ رقم ١١٩٣) ، والدولابي في «الكنى» (١/٩٨) ، وابن عدي (٢/٨٤٦) ، وابن عساكر (٢/٢٢٩) ، وعبد الغني المقدسي في «أخبار الدجال» (ص ٧٣) بسند حسن من حديث سفينة، ضمن حديث أوله: «ألا إنه لم يأت نبي قبلي إلا حذر أمته الدجال ... » ، وفيه عن الدجال: «ثم يسير حتى يأتي الشام، فيهلكه الله عند عقبة أفيق» . وإسناده لا بأس به. قاله ابن كثير في «البداية والنهاية» (١/٩٧) ، وقال الهيثمي في «المجمع» (٧/٣٤٠) : «رجاله ثقات، وفي بعضهم كلام لا يضر» . وانظر: «إتحاف المهرة» (٥/٥٤٧ رقم ٥٩١٠) ، «كنز العمال» (١٤/٣١١-٣١٢) وعزاه للطيالسي.
(١) ترجمته مطولة في «تاريخ دمشق» (٦٢/٣٠٣-٣١٣) .
(٢) انظر: «معجم البلدان» (٣/٢٦٠) ، «معجم ما استعجم» (٢/٧٥٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>