للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: «ودينارها» :

كان المسلمون في زمن النبي صلى الله عليه وسلم يتعاملون بالذهب والفضة وزناً، وكانت دنانير الفرس بين أيديهم، ويردّونها في معاملتهم إلى الوزن، ويتصارفون بها بينهم (١) .

ويقال للدنانير: (الهرقلية) ؛ تنسب إلى هرقل عظيم الروم، فكانت العرب تسميها (الهرمكية) ، وقد ذكرها كُثيّر عزّة في شعره، فقال (٢) :

يروق عيون الناظرات كأنه ... هرقْليُّ وزْنٍ أحمرُ التبر راجحُ

ويمكن تحديد وزن المثقال للدينار آنذاك بدرجة عالية من الدّقة، ولا يلزمنا هنا أن ننطلق من قطع النقود نفسها، بل من صَنْج الزجاج التي صنعت لتعييرها، إن أكثر الصَّنج الزجاجية التي عُثِرَ عليها حتى الآن دقةً -وترجع إلى سنة ٧٨٠هـ- وتتطابق فيما بينها بفارق لا يتجاوز الثلث المليغرام، تعطينا للدينار وزناً وسطاً قدره (٤.٢٣١) غم (٣) .


= قيراطان ونصف، فتكون عشرين قيراطاً، وقد ضُرِبَتْ بهذا الوزن في العهد الساساني وعهد الخلفاء الراشدين والأمويين» . قلت: وعليه؛ فهذا هو مقدارها في هذه (اللفظة) -وإن كان المراد به ما هو من جنسها على الجمع كما قدمناه-، و «فقه الملوك ومفتاح الرتاج» (١/٢٠٦، ٥٨١) ، و «مقدمة ابن خلدون» (ص ٢٦١-٢٦٢ - ط. دار القلم، بيروت) -وفيه كلام بديع محرر على مقداره-، و «النقود واستبدال العملات» لعلي السالوس (ص ٣٠-٣٣) ، و «شذور العقود في ذكر النقود» (ص ١١٠ وما بعد - ط. محمد عبد الستار عثمان) ، و «الميزان في الأقيسة والأوزان» (ص ٥٥) -وفيه ما يعادل الدراهم على اختلاف أوزانها وتعدد أنواعها بالغرام-، و «النقود» (ص ١٤-١٥) لحسين عبد الرحمن، و «موسوعة النقود العربية وعلم النميات، فجر السكة العربية» لعبد الرحمن فهمي (ص ٢٩) ، و «تاريخ الإسلام» (٢/٢١٢) .
(١) «مقدمة ابن خلدون» (٢٦١) ، وفيه تفصيل لتأريخ ضرب (الدنانير) ، وما كتب عليها.
(٢) البيت في «ديوانه» (١٨٣ - تحقيق د. إحسان عباس) .
(٣) انظر: «إثبات ما ليس منه بد» (ص ١٤٠) ، «تخريج الدلالات السمعية» (٦٠٨) ، =

<<  <  ج: ص:  >  >>