والعلة الخامسة، والأخيرة: مُخالَفَةُ ما فيه للأحاديث الصحيحة التي قدمناها، من أنَّ العراق موطن (الزلازل) و (الفتن) ، وبها يطلع (قرن الشيطان) .
ثم ظفرتُ به من طرق أُخرى.
أخرجه أبو المعالي المشرف بن المرجَّى في «فضائل بيت المقدس»(ص ٤٥٩) من طريق علي بن جعفر الرازي: ثنا أحمد بن زكريا، ثنا عبد الله ابن محمد، قال: ثنا آدم بن أبي إياس، به (١) . وعنده:«ثور بن يزيد» ، بدل:«معن بن الوليد» .
و (ثور بن يزيد) ممن يروي عن خالد بن معدان، وروايته عنه عند البخاري في «صحيحه» وفي «السنن الأربعة» ؛ كما في «تهذيب الكمال»(٤/٤١٨) ، ولم يذكر المزي ولا مغلطاي في «إكمال تهذيب الكمال»(٣/١١٥-١١٦) من الرواة عنه (ابن أبي ذئب) !
ويبقى (عبد الله بن محمد) ، والظاهر أنه ابن عمرو بن الجراح الأزدي الشامي الفلسطيني الغَزّي، فإن له رواية عن آدم؛ كما في «تهذيب الكمال»(١٦/٩٥) ، ووثقه أبو حاتم في «الجرح والتعديل»(٥/١٦٢ رقم ٧٤٩) ، وترجمه ابن عساكر في «تاريخ دمشق»(٣٢/٣٦١-٣٦٣) .
والراوي عنه (أحمد بن زكريا) هو ابن يحيى بن يعقوب المقدسي، مترجم في «بغية الطلب»(٢/٧٤٩) ، ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، ثم رأيته في «معجم شيوخ ابن جُميع الصيداوي»(ص ١٩٢/رقم ١٤٥) ، وسكت عنه، وروى له جماعة من الثقات، ولعله آفة هذا الطريق.
وأما الراوي عنه فهو علي بن جعفر الرازي، مترجم في «تاريخ دمشق»(٤١/٢٩١-٢٩٣) ، وروى عنه جماعة، ولا أعرفه بجرح ولا تعديل.
(١) وهو كذلك في مخطوطة «فضائل بيت المقدس» (ق ٣٢٥ - نسخة دار الكتب المصرية) .