للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفرات»

رجاله ثقات، إلا ابن سيرين عن ابن مسعود منقطع. قاله البيهقي (١) .

قال الهيثمي في «المجمع» (٧/٣١٢) : «رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إن كان ابن سيرين سمع من ابن مسعود» .

قلت: هذا الإسناد منقطع؛ لأن ابن سيرين لم يسمع من عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-، وذلك أن ابن سيرين ولد سنة ثلاث وثلاثين من الهجرة؛ لأن أخاه أنساً قال: «ولد أخي محمد لسنتين بقيتا من خلافة عثمان، وولدتُ بعده بسنة» ، ومن المعروف أن عثمان -رضي الله عنه- استشهد سنة خمس وثلاثين، وعليه؛ فإن ولادة ابن سيرين كانت سنة ثلاث وثلاثين، وأما عبد الله بن مسعود فإنه توفي سنة اثنتين وثلاثين؛ أي: توفي قبل ولادة ابن سيرين بسنة. انظر: «سير أعلام النبلاء» (٤/٦٠٦) ، «التقريب» (ص ٣٢٣ رقم ٣٦١٣) .

ثم وجدت الخبر عند أبي عمرو الداني في «الفتن» (٤/٩٠٣ رقم ٤٦٧١) من طريق علي بن معبد، قال: ثنا إسماعيل ابن عليّة عن أيوب، به. وفيه: «عن ابن سيرين، قال: نبّئتُ أن ابن مسعود كان يقول: كيف أنتم يا أهل الكوفة! إذا أتتكم الترك على براذين مُجذمة الآذان، حتى يربطون بشط الفرات بالنخل» .

فوقع التصريح هنا أن ابن سيرين لم يسمعه من ابن مسعود، وبينهما واسطة، وقد ظهرت لنا في الآثار السابقة.

فالخبر صحيح بطرقه، وتقدمت، والشاهد منه هنا: «كأني بالترك» .


= والراء المهملة من (الخرم) ، وهو الثقب والشق. انظر: «النهاية» (٢/٢٧) .
(١) «تحفة التحصيل» (ص ٢٧٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>