و (نجد) المذكورة التي منها يطلع قرن الشيطان، وبها تكون الزلازل والفتن: هي ناحية (العراق) ؛ لأنها هي الواقعة في جهة المشرق من المدينة النبوية، والروايات في هذا الباب مؤتلفة غير مختلفة، وهي -على حسب ما ذكرنا بالترتيب-:
- قوله في (نجد) -وأَبَى صلى الله عليه وسلم أن يدعو لها بالبركة-: «هنالك الزلازل والفتن، وبها يطلع قرن الشيطان» .
- قوله وهو مستقبل المشرق -وفي رواية: يشير بيده نحو المشرق-: «ألا إن الفتنة ها هنا -مرتين- من حيث يطلع قرن الشيطان» .
- قوله:«رأس الكفر قبل المشرق» .
- قوله:«رأس الكفر نحو المشرق» .
ومع هذا؛ فإن سالم بن عبد الله بن عمر، ذكر قبل الحديث في رواية لمسلم -وتقدمت-: «يا أهل العراق! ما أسأَلَكُم عن الصغيرة، وأركَبَكُم للكبيرة» .
ويفهم من هذا بدلالة اللازم: أنّ الجهة المذكورة في الروايات السابقة عند سالم بن عبد الله بن عمر هي العراق.
ومع هذا كلِّه؛ فقد جاء التّصريح البيِّن، الذي لا يعتريه غموض أو إيهام، أنها (العراق) ، والروايات في ذلك -كما تقدم- صحيحة.
ولا يلزم من إخباره صلى الله عليه وسلم أن الفتن تظهر منها، أنها تبقى فيها ولا تتجاوزها، وسيأتي معنا (١) أن الفتن ستعم البلاد كلها، ولكن -كما جاء في بعض الروايات المتقدمة- أن «الفتنة تجيء من ها هنا» ، و «تهيج الفتن» منها، والحقائق التأريخية المؤكَّدة، والأحداث الواقعة والمتوقعة، وشواهد القرون